مجتمع وحوداث

صياح على ضفاف واد "التجسس"

عبد العزيز بنعبو

باستثناء بعض الصياح في باريس لوسائل اعلام تخجل من الاعتراف بنكستها المهنية في قضية التجسس المزعومة، ومعها وسائل اعلام في الجارة الشرقية التي تصيب المتتبع بالإسهال بسبب كمية الوجبات الفاسدة التي تقدمها من خلال برامجها المجترة والرديئة.

توارت قضية "التجسس" الكاذب، امام الحقائق التي أكدت أن ما تم الترويج له وصناعته في مطبخ "امنيستي" و"فوربيدن ستوري"، لا يعدو أن يكون محاولة اخرى لتضليل الرأي العام بالإدعاءات المخدومة.

العقلاء في العالم لم يستمعوا لمثل هذا الصياح، لأنهم يعرفون كيف تجري الطبخات التي يسميها أصحابها  "تحقيقات استقصائية" تنجزها منظمة اكدت عدة دلائل انها تفتقر للإمكانات التي تؤهلها لإنجاز مثل هذه المهام  بحياد ونزاهة.

طبعا ما دامت القافلة تسير فإن النباح سيتواصل، وقطعة اللحم النيئة التي رميت في شارع صحافة الجيران، وطبعا على أرصفة مقاهي باريس، لم تنته افواه  هذه الجهات بعد من مضغها، فقد وقفت في الحلق لا تريد النزول ولا يمكن رميها امام الملأ.

لكن ما يثير في قضية التجسس المزعومة و"بيغاسوس"، هي تلك الإشارات البارقة بأننا بصدد أشخاص يبحثون عن "البوز" قبل البحث عن الحقيقة، و عن إشباع نهمهم وجوعهم للمال قبل إشباع بطن التاريخ بالحقائق والمعطيات الصائبة.

ويكفي أن نطل على العديد من المقالات التي تابعت الموضوع من زوايا متعددة، لنعرف أن الهم الاكبر لدى بعض "المناضلين" هو أن يجدوا انفسهم في لائحة "فوربيدن ستوري" ، حتى لو تطلب الامر دفع المقابل، تماما مثل فنان يدفع مقابل مروره في الكاميرا الخفية.

طبعا لن ننفي انزعاج المغرب من هذه الاتهامات لكنه سلك درب القانون،  ورفع دعاوي قضائية في الموضوع متحديا كما في السابق مروجي هذه الأكاذيب الإتيان بدليل واحد.

وطبعا هناك دولا إضافة إلى أشخاص يهمها إثارة موضوع مثل هذا في ظرف محدد ومعين، يهمها أن ترى الصخب فقط والضجيج، وتربح بعض المسافات الزمنية في سباقها غير المجدي مع العاملين على تحقيق المستقبل بجد وجدية..

ختاما، كمغاربة لا يمكننا إلا نعجب من كمية الحقد الكامن في دواخل البعض، كما اننا نفتخر بالمكانة التي بات عليها المغرب حتى أصبح عرضة للهجومات...