رأي

ادريس الروخ: المغرب اسد الاسود

هكذا علمنا التاريخ: ان التطور والتنمية والانطلاق الى المستقبل... لابد له من شوائب ، من اعداء ، من قطاع الطرق... لا بد ان تجد نفسك في مستنقع من الاشاعات والتلفيقات الكاذبة ، وأن تطلق عليك سهام التشهير وأن تنعت بأرذل الصفات، فصفات النبل والنبلاء عندهم جريمة وقوة العزم لديك تقلق نومهم وتفضح ضعفهم وتجعل وجهوهم كمؤخرتهم ، تفوح منها رائحة الحقد ونتانة البغض ، وعيونهم تدمع سما... فحلمهم نهايتك وتشويه صورتك وتقزيم تاريخك ، لكن هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ، هل يستوي الاسد والضبع ، هل يستوى الأعمى والبصير..

في مقطع من هاملت يتحدث عن الخيانة والغدر من طرف الاقربين ويقول: ..(اسد وأي اسد لا يضاهيه هذا إلا اذا ضاها الهر الاسد ..)

والمغرب كان ولا يزال عرينا للاسود... معقلا للابطال... شامخا كجبال الاطلس ، ثابتا كمعتقداته وإيمانه الراسخ بالوصول الى القمم ، ألم يكن دائما يعيش قمم المعارك والفتوحات ، منذ طارق بن زياد ، وفتح الاندلس ، منذ المرابطين والموحدين والمرينيين والسعديين ووصولا الى العلويين... المغرب قوة لا تقهر ، وعزيمة لا تفل ، وحلم مستمر في المستقبل ، قاوم كل من تطاول عليه من قوى خارجية والتاريخ يشهد على ذلك ، أحبط كل محاولات اغتيال اتحاده مع افراد وطنه ، فالمغرب قوي بتكتله وبمغربيته واعتزاز ابناءه بانتمائهم روحا وقلبا ودما وتاريخا وثقافة لمملكة متجذرة في عمق التاريخ ، مملكة لها كيان ولها  اساس ، اصيلة ومؤمنة ، ومنفتحة على نبض الاخر ، تمد يدها لمن يرغب في خلق التوازن واحتضان التطور والتقدم والارتقاء .

المغرب يطمح لأن يحلق عاليا ويعمل منذ سنوات خلت لتحقيق ذلك ، يشيد ، يبني ، يخلق مشاريع كبيرة وطموحة ، يؤسس لفعل ديمقراطي ، يصنع ، ينتج ، يصدر ، يدعم شبابه ويفتح لهم الابواب للانطلاق في مسيرة النماء ، يصنع مجده بنفسه ، وهذا ما يقلق وما يؤلم العديد من البلدان التي تدعي التطور والانفتاح وتسعى لعرقلته والحد من بسط جناحيه ، فتحليقه في سماء افريقيا ارعب العديد ممن نهبوا وأكلوا واغتالوا ثرواتها ، ولم يستسيغوا عنفوان المغرب في ريادتها وابانوا عن اسنان تؤشر عن غدر وليس عن فرح ( والكل يعرف السبب )

لن ادخل في التفاصيل ( هناك من يعرفها كلها ، وهناك من يعرف بعضها ) ولكن فقط اود ان اقول من موقعي كمغربي احب هذا البلد حبا لا مشروطا ، وارغب في ان يزدهر بكل مؤسساته ، وان ينطلق الى عوالم أخرى ، وأن يكون كما نرغب جميع نحت المغاربة ان يكون ، اود ان اقول سأفديه بدمي وسأدافع عنه في كل الاوقات ولن يهدأ لي البال حتى اراه دائما في القمة، فمكان الاسود اعلى الجبال.