قال سعيد بنيس، أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس بالرباط: "التقيت بالأستاذ الراحل محمد سبيلا في بعض الندوات، وكنا نتجاذب الحديث ونناقش إشكالات تقريب المعنى من المتلقي المغربي ومن الطالب، لا سيما أن البون والفرق كان شاسعا بين مقاربة الثقافة في دلالاتها المجتمعية العامة ونكوصية الخرافة وصعوبة التمكين من الحداثة والديمقراطية في تجلياتها التبسيطية".

وتابع سعيد بنيس، في شهادته حول الراحل لموقع القناة الثانية، أن سبيلا "كانت له القدرة على جعل طلبته واعون بأن فهم مآلات المجتمع المغربي رهين بتقريب المسافة بين الفلسفة والفكر والثقافة السائدة".

واعتبر أستاذ علم الاجتماع، أن "الدرس الذي أظن أن الطلبة قد استخلصوه من الفكر والدرس الفلسفي للأستاذ المرحوم سبيلا، هو ضرورة ربط المد الحداثي بوقائع المعيش اليومي للمغاربة".

على أن "رهان الحداثة والتحديث، يرتبط كذلك عند المرحوم سبيلا بالعودة إلى الموروث الثقافي في أفق فهمه وتفكيكه وتكييفه، إذ أن الحداثة تحتضن الموروث ولا تلغيه"، يردف المتحدث ذاته.

وخلص سعيد بنيس، أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس بالرباط، إلى أنه "من هذه الزاوية يصبح المجتمع بؤرة لجميع التجاذبات والنزوعات والتمزقات التي يحدثها منطق التحديث والتطور، مقابل منطق التقليد والماضوية. وكلا المنطقين تتحكم فيهما مقولة السلطة أو شبكات السلطة".