تحليل

نهاية الحكاية بكابوس لجوقة "الغياطة" في المسرحية الفاشلة للريسوني (صور)

عبد العزيز المنيعي

لا يوجد مغربي لا يتذكر في صغره، أقرانه في الحي أو الحومة أو الدرب، كان همهم الاول والأخير هو صناعة الفرجة بإشعال نار الحقد والكراهية و"تسخين الطرح" حتى تنتهي حصة اللعب بحفلة مصارعة كبيرة يتدخل فيها الكبار.

تلك هي حالة كل الذين وقفوا خلف الستار، "يسخنون" رأس سليمان الريسوني ويعدونه ب "النصر" الوشيك والوهمي، نصر لم يكن على شخص أو أشخاص بل كان على سيادة قانون برمته وهو ما لم يفهم المتهم الذي أدين بخمس سنوات بسبب شهوته المنحرفة.

هؤلاء اليوم ينتشون ب "نصرهم" الخاص، لأنهم تمكنوا على الأقل من أن يدفعوا بقربان جديد على مذبح المصالح الخاصة، والأسهم الحقوقية التي لا تمنح مجانا بل يكون مقابلها الكثير من الكرامة والعزة والإنتماء وطبعا الكثير الكثير من الخيانة.

اليوم يبدأ الريسوني مسيرته لدفع ثمن ما جناه قلمه اللحمي..

لنعد إلى "رباعة" التجار العابرين للنوايا وللقارات أيضا، لنعد إليهم عودة الفرح بوطنه والسعيد بالقانون الذي لا يعرف الفرق بين هذا وذاك، قانون لا ترهبه العناوين البراقة، ولا الميكروفونات الكثيرة، قانون يحكم بحياد وبعيدا عن أي تأثير.

هؤلاء منهم "متصاحفون" ومنهم إرهابيون ومنهم ملاكمون فاشلون ومنهم زوجات راغبات في البوز ومنهم مترامين على التاريخ، وأيضا منهم محامون مسنون نال منهم الخرف ولن ننسى حقوقيين حوّلوا جمعية إلى شركة مساهمة في بورصة حقوق الإنسان..

هؤلاء اليوم يعيشون انتكاسة حقيقية، فكل ما خططوا له انهار امام شموخ القانون وسيادة دولة الحق.

آدم مغربي يحمل بطاقة وطنية ويتنفس معنا هواء البلاد... أنصفه الوطن وقانون الوطن ولم ينتبه لتفاصيل يومياته وخصوصياته فله الحق أن يكون ما يريد لكن لا احد له الحق أن يعتدي عليه..

طبعا الذين يقولون بأن الريسوني تمت محاكمته بسبب حرية التعبير، هم أنفسهم يملكون منابر إعلامية مرخصة من المغرب ومن قانون المغرب، هم الذين باتوا على حلم مخادع واستفاقوا على كابوس الحقيقة...

 لكن لحسن الحظ كابوسهم هو واقعنا الجميل، واقع يؤكد أننا في حمى دولة الحق والقانون..

ويكفي القيام بزيارة خفيفة وإطلالة عابرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لنعرف حجم فرح مغاربة التواصل الاجتماعي وهم يزغردون لإنصاف أدم..

يكفي ان نعرف أن المغاربة يعون جيدا بأن الصيغة الاخرى من الرواية هي مجرد حكاية أخرى للاسترزاق... اما الصيغة المغربية الوطنية الحقة هي الحقيقة التي تمنح لهم الحماية والأمان والسلام داخل وطن يؤمن بالقانون قبل أي شيء آخر..