قضايا

متى يخرج المكتب الوطني للسياحة من منطق "التزويق" إلى منطق التسويق

إدريس شكري

سيكون بإمكان المغاربة التجاوب مع الشعار الذي يروج له المكتب الوطني للسياحة: " زور بلادك"، لو أن القطاع ( قطاع السياحة) يتيح لهم، بالفعل، ما ييسر سبل زيارة " لبلاد" بأسعار معقولة، و خدمات جيدة، و احترام تام الإجراءات الصحية للحد من انتشار فيروس " كورونا" في صيغته المتحورة " دلتا"، غير ان كل هذه المعطيات لا تدخل في اعتبار المكتب، الذي ان من مهامه الأساسية، على ما يظهر، إنفاق المال العام المقتطع من " أرزاق" دافعي الضرائب، في محاولة لإقناع الراغبين في زيارة بلدهم بلا يمكن أن يقتنعوا به، في ظل الأسعار التي فرضتها الفنادق مستغلة الانفراج الذي أحدثه تخفيف الإجراءات، و فتح الحدود، و السماح بتنقل الأشخاص الملحقين بكل حرية مع انتهاء السنة الدراسية و بداية موسم الاصطياف، و رغبة المواطنين في التخلص من " القنط" و "الضيم" و المعاناة النفسية التي تسبب فيها الحجر الصحي.

حين أطلق المكتب هذه الحملة، لم يفكر في التكلفة الاقتصادية ل " زور بلادك"، و لا في التداعيات الاقتصادية لكورونا على دخل المواطنين، و الأخطر لم يعمل على إقناع مهنيي القطاع ببعض التنازلات و تقديم عروض مغرية، بل لجأ فقط إلى وصلات تصور جمال المغرب، لا حاجة للمواطنين بها، لأنهم مقتنعين بجمال بلدهم، و ليسوا في حاجة إلى من ينفق الملايير من اجل أن يصور لهم هذا الجمال، ويعرفون من المناظر الخلابة، ما لم تكتشفها "كاميرات" المكتب، التي تفتقر إلى الرؤية.

و منذ إحداث هذا المكتب، ظل دائما في منأى عن تقديم خدمات للقطاع و المواطنين اللهم صرف الملايير.

و يبدو أن العقليات التي تحكمه لا تزال هي هي، و هو لا يحتاج الى تغيير مدير بمدير بقدر ما يحتاج إلى رؤية استراتيجية تخرج به من منطق " التزويق" الى منطق " التسويق".