قضايا

الكذب الانتخابي

إدريس شكري

اختار إدريس لشكر ان يرد على تصريحات والي بنك المغرب، عبد اللطيف الجراهري، من خارج صفوف المكتب السياسي، الذي يبدو انه ليس على كلمة واحدة ليس فقط في تدبير شؤون الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، و إنما ايضا في التعبير عن المواقف و تصريفها.

لشكر اكتفى في تصريح مصور لاحد المواقع، بالتنديد بكلام الجواهري، و وصفه ب " البذيء"، و دعوته للاهتمام بإصلاح النظام البنكي، الذي يمتص دماء المغاربة، باعتبار مسؤولياته في تحديد نسب الفائدة، مذكرا إياه ان هذه النسبة تتراوح بين 0 و 0,5 في المائة عند جارنا الشمالي، من دون ان يجتهد لتفنيذ ما تضمنته تصريحات والي بنك المغرب من استصغار لما تضمنه برامج الاحزاب الانتخابية مما يسمى في فن الرواية: " الكذب الرومانسي"، وهو هنا " الكذب الانتخابي".

و حين انتقد والي بنك المغرب البرامج الحزبية، التي تتخذ شكل وعود انتخابية " كاذبة"، اعتمادا على منطق المثل المغربي الشهير:" دابا نسقيك الكامون"،  كان يتحدث من منطلق ان هذه البرامج ينبغي ان تصاغ وفق اولويات قابلة للتحقق، تاخذ بعين الاعتبار عمر الحكومة اولا، و المعطيات الاقتصادية، بكل ما تقتضيه من توازنات داخلية و خارجية، و ما تتعرض له من تقلبات نتيجة الازمات الطارئة ( الجفاف/ الاوبئة/ الحروب....) ثانيا، و ليس دغدغة عواطف الناخبين.

وكان على الاحزاب التي اختارت الرد ان تقدم  معطيات تثبت ان ما تعد به ليس مجرد " كذب انتخابي" او تغرير بالناخبين، بل برامج قابلة للتحقيق استنادا إلى ما تتوفر عليه البلاد من كفاءات و طاقات وإمكانيات.

و سيكون الراي العام فرحا بهذه المبارزة التي يدلي فيها كل طرف بدلوه بقرع الحجة بالحجة، عوض استنكار استعمال لفظتي " الباكور" و " الزعتر"، حتى بعد سحبهما، و اعتماد خطاب: " ادخل سوق راسك".

وحتى و لو قدر الله ان والي بنك المغرب دخل سوق راسو، فإن كلامه سيكون بمثابة " تنبيه الغافلين"، انطلاقا من موقعه الذي لا يسمح له بالسكوت.