قضايا

اكتسحنا الانتخابات..

عبد الله معاشو ( تدوينة على الفايسبوك)

لاحظوا معي جملة "اكتسحنا الانتخابات "..

ألا تلاحظون أنها مأخوذة من معجم عسكري..

ثم لاحظوا صورة المسؤول ووضعيته بالملصق وكأنه يعتلي دبابة ويكتسح مدنيي الشعب الجزائري..

ولنربط كل ذلك بخطاب الرئيس تبون الذي أعلن أن نسبة المشاركة في الانتخابات لا تهمه. 

ما يتضح في النهاية أن العسكر الجزائري بعدما انقلب على عصابة بوتفليقة.. وبعدما صفى العراب كايد صالح.. وبعدما مرر مهزلة انتخاب الواجهة تبون.. وبعدما شدد الخناق القمعي على الحراك الشعبي الجزائري واعتقل آلاف المناضلين والناشطين...

بعد كل هذا التكتيك العسكري المحكم لقتل الحياة المدنية والسياسية بالجزائر الشقيقة.. يتجه الجيش اليوم لصنع برلمان كرتوني عبر ترقيع بكارة الإفلن وبعض الهيآت التابعة والمصنوعة..

وهناك أنباء على أن ما يسمى بالسلطة المستقلة للانتخابات في حرج شديد وبعدما أعلنت منذ يومين عن نسبة مشاركة لم تتعد .30.2%  بعد استنكار عدة هيآت جزائرية ومراقبين دوليين لهذه النسبة المضخمة والتي لم تتجاوز 14% إلى حدود ثلاث ساعات قبل إغلاق مكاتب التصويت.. وهو ما أتبث الخبراء أنه من المستحيل أن يصوت 15% من الناخبين في ظرف 3ساعات..

هذه الفضيحة جعلت الهيأة المستقلة للانتخابات تبدو مستقلة أكثر عن الشعب الجزائري وأبانت على أنها هيأة عسكرية لتمرير مخططات العسكريين في صنع خريطة جزائرية كسيحة تأتمر بأوامر الجيش وبرلمان صوري يغطي على فساد القيادة العسكرية التي نهبت خيرات الشعب الجزائري وأوصلته إلى حافة الإفلاس. 

وإذا ما تأكد أن هذه الهيأة غير المستقلة متجهة اليوم إلى تخفيض نسبة المشاركة إلى نحو 25% فستكون فضيحة سياسية تنضاف لفضائح مدبري الجزائر والتي لا شك ستوصلهم للباب المسدود.

إن ما تعيشه الجزائر الشقيقة منذ سنوات هو جرائم متتالية يرتكبها مسؤولون عسكريون فاسدون غارقون حتى مناكبهم في مستنقع فسادهم ويحاولون الإفلات عبر طبخ مؤامرات ضد شرفاء الجزائر حتى لا يفضحوا فسادهم..

وضد الشعب الجزائري حتى لا يتحرر من قبضتهم

وضد وحدة جارهم المغرب حتى لا يتعرى فسادهم..

لكن حبل التآمر قصير 

ولا بد للشعب الجزائري من الحرية وهو في الطريق إليها.. ولا أدل على ذلك من من أن منطقة القبائل المكافحة سجلت نسبة مشاركة أقل من 1% في انتخابات المهزلة وهو رقم رسمي كذلك لأن المعطيات تشير إلى أن شعب القبائل لم يفتح حتى مكاتب التصويت..

فهل هناك تقرير مصير أوضح من ذا؟

لقد قرر الشعب الجزائري مصيره بأن ينهي حكم العسكر.. وهو مصر عليه مهما طال التآمر...