فن وإعلام

الفردوس يكشف تفاصيل تحول SNRT إلى شركة قابضة واستحوادها على قناتي 2M وميدي 1 تيفي

كفى بريس

كشف وزير الثقافة والشباب والرياضة عثمان الفردوس، الثلاثاء 25 ماي الجاري، تفاصيل إحداث "هولدينغ إعلامي عمومي"، يجمع كل من القناة الثانية وقناة ميدي 1، تحت لواء الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.

وأوضح الفردوس، خلال اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال، بمجلس النواب، أن الأهداف الأساسية لهذا الورش الذي جاء تنفيذا للتعليمات السامية للملك محمد السادس، تكمن في تحسين جودة المنتوج الإعلامي الوطني، ونيل رضا المواطن المغربي سواء فردا أو عائلة، والتركيز على محتوى القرب الوطني المحلي، وتسريع التحول الرقمي، وخلق هوامش مالية وتقنية جديدة داخل هذا القطب، وترشيد النفقات الخارجية، والتكوين المستمر من أجل تمكين الموارد البشرية من مسايرة التطور.

وأكد الوزير، أن هذا الورش جاء في ظل الانخفاض الكبير في الموارد الإشهارية بالنسبة للقنوات، لصالح المنصات الرقمية، حيث أن 84 بالمائة من المغاربة يستعملون تطبيق "واتساب" و15 مليون يستعملون "إنستغرام"، مما انعكس سلبا على القنوات الوطنية، حيث سُجّل انخفاض في موارد القناة الثانية من الإشهار، مما ساهم في ارتفاع حجم مديونيتها البنكية إلى  190 مليون درهم بزيادة 56 مليون درهم عن السقف المسموح به، الشيء الذي يوضح صعوبة استمرار نموذجها الاقتصادي،  كما أن نموذج "ميدي 1 تيفي"، كقناة إخبارية، لا يمكن تمويله بالكامل بالاعتماد على الإشهار، حيث انخفض رقم معاملاتها بـ63 بالمائة في فترة الجائحة.

وأضاف الفردوس، أن تحول SNRT إلى شركة قابضة، سيتم بمراعاة الخط التحريري لكل قناة، والاحتفاظ ببرمجتها الخاصة، مع إجراء بعض التعديلات، تهدف على الخصوص إلى تحويل "ميدي 1 تيفي" إلى قناة إخبارية مستمرة في خدمة المواطن المغربي.

وتابع الفردوس، أنه سيعمد إلى هيكلة القطب العمومي، من خلال الجمع بين SNRT و 2M SOREAD و MEDI1 TV وفقا لمنطق يسمح لمساهم الدولة بإدارة ممتلكاته بشكل استراتيجي وفقا لرؤية متكاملة، عبر ثلاث مراحل، تعنى الأولى بعملية "أكورديون" على رأسمال 2M SOREAD و MEDI1-TV، والمرحلة الثانية سيتم خلالها دمج راديو MEDI1 و REGIE3) فرعها بنسبة 100 بالمائة)، في القطاع العام بعد التقييم من قبل خبراء مستقلين، أما خلال الرحلة الثالثة، ستتحول خلالها "SNRT" إلى شركة القابضة باسم تجاري جديد مع شركات مهنية.

وأوضح المسؤول الحكومي، أن مشروع هيكلة القطب العمومي، بدأت دراسته منذ سنوات، وأن تداعيات الجائحة، عجلت بإخراجه إلى النور، وأن من أهدافه الرئيسية الجودة الإعلامية فردا وعائلة، وتحقيق إعلام قرب.

واعتبر أن الجائحة شكلت تهديدا لنمط الاستهلاك السمعي البصري المغربي، وخلقت تغييرات كبيرة، أثرت على الموارد الإشهارية لكنها بالمقابل، كشفت عن حاجة المواطن للقطب العمومي، إذ لجأ المغاربة إلى قنواته بحثا عن المعلومات اليقينية. كما أشار إلى أنه خلال العامين الأخيرين تميزت البرامج التلفزية الناجحة، بكونها برامج مغربية الصنع، ما يشجع على اعتماد المنتوج المحلي.

وحسب الفردوس، فإن تنزيل مفهوم القطب العمومي يراعي أيضا مكونين أساسين هما : مكون التحول الرقمي، ومكون تجزئة الجمهور، معتبرا أن 90 في المائة من المغاربة يستعملون تطبيق التراسل الفوري واتساب، و15 مليون مغربي موجودون على أنستغرام مثلا.

وكان وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، محمد بنشعبون، أكد في تصريح صحافي، على "أن الملك محمد السادس أكد خلال خطاب العرش الأخير على أهمية إطلاق ورش إصلاح عميق للمرفق العمومي بصفة عامة وللمؤسسات والمقاولات العمومية بصفة خاصة، بهدف تحقيق "التكامل والانسجام بين هذه المؤسسات"، ولغرض "تجويد الخدمات المقدمة من طرف المرفق العمومي". 

وأضاف بنشعبون، أننا اليوم نقف أمام مشروع استراتيجي يهم إنشاء قطب عمومي في مجال السمعي البصري، سيمكن من تقريب ثلاث شركات، وهي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، والقناة الثانية، وقناة ميدي 1، مما سيمكن من تحقيق عدد من الأهداف يمكن تلخيصها في مواكبة التحول الرقمي، والقدرة على منافسة القنوات الفضائية.

إضافة إلى إتاحة هوامش جديدة لهذه المؤسسات للاستفادة من الاستعمال المشترك للبنيات التحتية والوسائل المتاحة، لترشيد النفقات وتقليص الفاتورة، للمساهمة في "تقديم برامج متنوعة تستهدف كل شرائح المجتمع وخاصة الشباب".