على باب الله

الذين يريدون إرجاع المغرب إلى جادة الصواب...

المصطفى كنيت

خصصت مجلة "تيل كيل" غلاف عددها الجديد لأزمة الثغر المحتل سبتة، بانحياز صارخ للجار الإيبيري.

المجلة، التي تتلقى دعما سخيا من أموال دافعي الضرائب ( ورقيا وإلكترونيا)، لم تكتف باستعراض الوقائع بل اتخذت موقفا منذ البداية، أعلنت عنه بالبنط العريض:

" الحراكة: سلاح ضغط المغرب

باسم وحدتها الترابية، المملكة تستغل ملف الهجرة لترفع إلى مستوى جديد مواجهتها مع إسباينا

إنه حساب مضحك ومجازف".

المجلة تبحث عن تفرد مزعوم، يقسو على المغرب، الذي تحامته أوروبا كلها، في ملف يقض مضجع القارة العجوز، التي انهارت قواها أمام الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا والصين، وهو ما عبرت عنه ( تحامل أوروبا) افتتاحية الصحيفة الفرنسية: " Le Monde" الذي دعت إلى إرجاع المغرب إلى جادة الصواب...

يكفي أن يغمض المغرب جفنه، ومن قبل أن يرتد لأوروبا طرفها، التي أظهر إعلامها كل الغل والحقد و "السم"، الذي تختزله ضد المملكة، ليتدفق آلاف المهاجرين ليس فقط إلى الثغر المحتل بل إلى كل الشواطئ الإسبانية، غير أن المغرب، فضل دائما الالتزام بالاتفاقيات التي تجمعه بشركائه و "حسن الجوار"، و سن سياسة في مجال الهجرة أتاحت لعشرات الآلاف من المهاجرين الاستقرار فوق ترابه، وبالتالي "منعهم" من الفرار إلى "جحيم" أوروبا.

لقد تحمل المغرب ضغط تدفق المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء من دون أن يقول " أحْ"، غير أنه، للأسف الشديد، يجد اليوم في صفوف إعلامه من يحمله المسؤولية بكل "وقاحة"، لا تقل عن الخسة التي تعامل بها أغلب الإعلام الأوروبي مع بلادنا.

هناك في الإعلام من يستعين بجهاز من المفاهيم "الأخلاقية" من قبل القاصرين، والأمهات اللواتي تخلين عن فلذات أكبادهن من أجل "طعن" مصالح أمة بكاملها على شان عيون أوروبا "الزرقاء" وأشياء أخرى.