مجتمع وحوداث

مرصد التربية والتكوين ينبه الحكومة للأوضاع المزرية التي تعيشها أغلب المربيات و المربين

كفى بريس

عقد المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، الثلاثاء 11 ماي الحالي، جلسة استماع حضرها ممثلوا التنسيقية الوطنية لمربيات و مربي التعليم الأولي العمومي.

وأوضح المرصد في بلاغ لها توصلت "كفى بريس" بنسخة منه، أن هذه الجلسة التي عقدت بمقر المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، تأتي تفعيلا لأدوار الوساطة التي يقوم بها المرصد الوطني لمنظومة التربية و التكوين في مجموعة من الملفات بين أصحابها و القطاعات الوصية، ومتابعة منه لقضايا المنظومة بكل مستوياتها و مكوناتها ، واستجابة لطلب التنسيقية الوطنية لمربيات و مربي التعليم الأولي العمومي.

وتم خلال هذه الجلسة يضيف بلاغ المرصد، رصد عضوات التنسيقية للواقع المعيش لما يقارب 50 ألف مربية و مربي عبر التراب الوطني ، والمتمثل في عدم صرف التعويضات المستحقة لما يقارب 8 أشهر لمجموعة كبيرة منهم ، و الطرد التعسفي لبعضهم ، و غياب مجموعة من الحقوق من مثل العطل السنوية ،  و الإجازات المرضية ، و تعرض مجموعة من المربيات للابتزاز بمظاهره المتعددة ، و استغلال مجموعة منهن في عمليات الحراسة و التنظيف ، و قيام مجموعة من الجمعيات باستخلاص مقادير مالية من الأسر  ضربا لمبدأ مجانية التعليم الأولي ، و حالات بعض الأقسام المزرية ، و غيرها من مظاهر واقع معيش ، مؤلم لقطاع حيوي و أساسي في التنشئة الاجتماعية للفرد؛

وأبرز البلاغ، أنه في نهاية جلسة الاستماع لهاته المعطيات و أخرى والتدقيق فيها، فإن المرصد الوطني لمنظومة التربية و التكوين و هو ينطلق من مقتضيات دستور المملكة، ومضمون و مقتضيات الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في اليوم الوطني حول التعليم الأولي يوم 18 يوليوز 2018 ، و التي تلاها السيد وزير التربية الوطنية و التكوين المهني و التعليم العالي و البحث العلمي، وأيضا القانون الإطار وكل القوانين المؤطرة لعمليات التربية و التكوين، و العمل الجمعوي، و الشغل، والحماية الاجتماعية وغيرها فإنه :

- ينبه الحكومة للأوضاع المزرية التي تعيشها أغلب المربيات و المربين؛

- يرصد الاختلالات المتعددة التي يعاني منها المربيات و المربين خصوصا ، و التعليم الأولي عموما،  و يحددها في أربعة ( هشاشة القوانين المنظمة و المؤطرة ، و انعدام التطور النظامي للمربيات و المربين ، و تعدد المتدخلين في القطاع ، و التناقض الصريح بين الواقع و التخطيط ) ؛

- يثير انتباه المسؤولين لخطورة الانعكاسات السلبية على مسار المتعلمين ، والتي ستؤثر مباشرة على كل مستويات المنظومة ؛

- يذكر بأن التعليم الأولي خدمة من الخدمات العمومية المجانية تضمنها الدولة،

 - يطالب بإخضاع هذا المستوى من الخدمات لمراقبة الدولة ماليا و إداريا و تربويا ، لما يسجل من خروقات من قبل مجموعة كبيرة من الجمعيات ، و أحيانا من قبل بعض المؤسسات ؛

- يعبر عن أسف  شديد و ألم  عميق لواقع تعليم أولي يراهن عليه المغرب بكل مكوناته و مستوياته ، رصدت له الدولة الإمكانات المادية و المالية الهائلة من أجل بلوغ أهدافه و مراميه  ؛

- يندد بغياب الاحترافية و المهنية و التخصص و المصداقية  لدى مجموعة من الجمعيات التي تشرف على هذا النوع من التعليم ، و بجعله موردا ماليا و مطية لمكاسب و منافع على حساب الأطر المربية و الأطفال و المنظومة بكاملها ؛

- يثير انتباه الحكومة إلى تعدد المتدخلين في القطاع من التربية الوطنية ، و الشباب و الرياضة،  و الثقافة ، و الأوقاف و الشؤون الإسلامية ، و التعاون الوطني ، و الجماعات الترابية الشيء الذي يسهل الاختلال و يعقد مساطر المراقبة و التتبع؛

- يحمل التربية الوطنية خصوصا و الحكومة عموما مسؤولية الأوضاع غير الطبيعية التي يعرفها قطاع التعليم الأولي ،

- يناشد المسؤولين في كل المؤسسات الدستورية المختصة باتخاذ تدابير استعجالية لتصحيح الأوضاع استعدادا للدخول التربوي المقبل ، و وضع القطاع في سكته الصحيحة تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك محمد السادس و تحقيقا لمقتضيات رسالته السامية و تجسيدا حقيقيا لشعار اليوم الوطني على لسان الطفولة البريئة " مستقبلنا لا ينتظر "

- يدعو الأحزاب السياسية و النقابات التعليمية إلى تبني هذا الملف و تضمينه ضمن برامجها و مرافعاتها و قضايا اهتماماتها ؛

- يقرر الترافع المدني أمام كل المجالس و المؤسسات و القطاعات و التنظيمات المختصة دفاعا عن هذا القطاع المحوري في حياة المجتمعات ،

- يسجل بإيجاب حرفية  ومهنية تدبير ما يقارب 30 في المائة من مكونات التعليم الأولي من قبل قطاع الداخلية، و الذي لم يسجل إلى اليوم أي خرق او اختلال في ما يقارب 2600 قسم ضمن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، 

- يوجه تحية تقدير لكل الجمعيات التي تحترم القانون، و تقدر المهام النبيلة المنوطة بأسرة التعليم الأولي ،

- يحيي الأدوار الطلائعية للمربيات والمربين في التعليم الاولي ، و يؤكد على دورهم المحوري في نجاح أي مشروع تصحيح أو إصلاح للمنظومة ، وهو ما يستدعي إيلاءهم المكانة الاعتبارية ، والاجتماعية ، والمجتمعية اللائقة بهم ، وذلك أحد مفاتيح الارتقاء بالمدرسة والجامعة المغربيتين ؛

و ختم المرصد بلاغه، بتجديد تأكيده على أهمية و محورية التعليم الأولي في مسار منظومة التربية و التكوين إعدادًا للمواطن المتشبع بقيم الإنسانية كما هي متعارف عليها دوليا و المؤمن بأن المواطنة حقوق و واجبات ، كما يؤكد من جديد على استعداده الدائم للمساهمة العملية في تطوير و تجويد منظومتنا التربوية بكل مستوياتها .