قضايا

عملة بائرة بعدة وجوه

عبد العزيز المنيعي

أصبح الرواج أو الترويج التجاري لحقوق الإنسان، عبئا يثقل كاهل اصحاب الأسهم الطويلة الامد في بورصة القيم والأخلاق والمواطنة الحقة.

عبء كبير لم يجد معه هؤلاء سوى الصياح وإبتكار المناورات المكشوفة وإختراع الاكاذيب التي يظنون أنها جديدة بينما قد اكل عليها الدهر وشرب، من قبيل الإضراب عن الطعام "المغشوش" الذي يتم حسب مناضلي الحداثة بالعسل والتمر ومقويات صيدلية وفيتامينات تباع في "الفارماسيان".

هذا العبء الذي تنوء به أكتاف الرجال، تحملته اكتاف رهط حقوق الإنسان بالمغرب، لسبب بسيط وهو مواصلة السير على نهج الثراء غير المشروع والعيش على ظهر المناضلين الأشراف الذين بنوا صرح الحقوق والحريات بعرقهم وحتى بدمائهم وليس وبالفيرمات والمنازل المتعددة والشهوات الجنسية المحرمة والتحريض الإرهابي.

لا شيء يبدو منطقيا في هذا الخليط الكبير، سوى ذلك القاسم المشترك الذي وحد قلوبا مريضة بالحقد وعيون لا ترى سوى الظلام في غرة نور المغرب الحديث.

ذلك النور يتعب أيضا دولا تتباهى بالديمقراطية والعدل وتأوي مجرمين وإرهابيين يحرضون على الخراب وسفك الدماء وتحويل النهار إلى ليل دامس مخيف... معاذ الله.

دول اخرى تتباهى بحماية حقوق الإنسان وتعطي الدروس تلو الاخرى لكل قريب وبعيد، وفي الختام تستقبل مجرما يداه ملطختان بدماء الأبرياء من شعب محتجز في مخيمات بئيسة تساوم بها دول من اجل ربح على المدى البعيد والذي لن يكون أبعد من أرنبة الأنف.

كما قلنا هذا الخليط العجيب والغريب يجد مبرره في ما تعيشه وتراكمه المملكة المغربية من إنجازات وانتصارات قبل الخارج على المستوى الداخلي الذي يطمح من خلاله ملك البلاد إلى جعل المغاربة في مصاف مواطني العالم الاول الذين يترفون في نعيم الوطن قبل التفكير في لوحة إشهارية زائفة لبلاد اخرى.

لا نمانع مطلقا أن يتحالف الإرهابي حاجب ومعه العروبي الذي يدّعي البساطة وقبلهما أقلام كتبت شهوتها في لحم البريئات وحتى الأبرياء قبل أن تكتب كلمة واحدة في ورقة التحرير الصحافي. وينضاف إليهم جميعا المتجني على صحافة الإستقصاء..

نحن امام رهط اجتمع على فتنة وعلى "الخواض" والتقليل مما تعيشه المملكة من توهج وإشراق وتألق ووعد بأفق أكثر عطاء وحرمة للمواطن والوطن.

طبعا لن ننكر أن لدينا معيقاتنا في بلد يجابه على اكثر من واجهة ودون أي ثروات طبيعية فقط ثروة القلب النابض بالخير لملكه وثروة الوفاء التي جبل عليها المغاربة أبا عن جد..

اليوم وغدا وبعد غد، سنسمع الكثير من الترهات والكثير من الأقاويل، تنشر في منابر إعلامية مغربية قبل أجنبية، وهو لعمري قمة التضييق على حرية التعبير أن تجد أكثر من منبر بترخيص مغربي ينشر ما يسيء للمغرب.. !!!