قضايا

العالم الرقمي وتأثيراته على المجتمع المغربي..

عمر بنعياش ( مختصر مداخلة خلال ربيع علم الاجتماع بإفران)

تتغيا هذه المداخلة التأكيد على أن اهتمام الباحثين في السوسيولوجيا بالعالم الافتراضي والرقمي  ليس ترفا فكريا، بل منعطفا كبيرا في الدراسات الاجتماعية والإنسانية.. 

الملاحظة  1:

ما من ظاهرة اجتماعية، اليوم، إلا ويوجد الافتراضي والرقمي في جذورها، بل ويفعل في إعادة صياغتها وتشكيلها؛

الملاحظة 2:

 إن أكبر تحول حدث، خاصة في العشر سنوات الأخيرة، في تاريخ البشرية هو رقمنة الحياة الإنسانية؛

الملاحظة3:

أن المجتمع المغربي يوجد في قلب هذه التحولات دون حماية؛

الملاحظة4:

أنه كلما تغيرت الوسائل التي يتواصل بها الناس كلما تغيرت أشكال ومضامين ما يتواصلون به، وكلما تغيرت سلوكاتهم والمؤسسات التي ينتمون إليها..

وشاهد ذللك أن المدرسة لم تعد هي المدرسة ولا الجامعة هي الجامعة، ولا الأسرة هي الأسرة،  ولا المواطن هو المواطن، ولا الإنسان، في مجمله هو الإنسان،  مما يخلق كثيرا من الالتباس وسوء الفهم في المجتمع بين مختلف مكوناته؛

الملاحظة5:

أننا في اللحظة التي نقرر فيها أن نمتلك هاتفا ذكيا، نصبح عبيدا مسلسلين له في نوع مما يسمى بالعبودية الرقمية l'esclavage  numérique ، مما يعطي مفهوما جديدا للسلطة والعبودية والتسلط؛

الملاحظة6:

أن هذا التسلط الذي يمارسه علينا العالم الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي ياخد شكلا تفاعليا "ديموقراطيا" ناعما  وسلسا في مظهره، بحيث يفقدنا كل قدرة على المقاومة؛

الملاحظة7:

تتعلق بمفهوم آخر يدخل أيضا ضمن اهتمامات السوسيولوجيا، هو "القوة الرقمية"..

وتفسير ذلك أن الدول التي تملك وتتملك تقنيات المعرفة  وتقنيات التواصل الحديثة تمتلك قوة تضاهي في حجمها وتأثيراتها القوة العسكرية والاقتصادية والمالية والسياسية..

بمعنى أن من يملك هذه القوة الرقمية يملك كل أشكال القوة الأخرى..

وخلاصة لمجمل هذه الملاحظات،  وأخرى كثيرة لا يسمح الوقت بدكرها، يظهر جليا أن كثيرا من المفاهيم التي اشتغلت عليها السوسيولوجيا زمنا طويلا كمفهوم  السلطة والقوة والتبعية والاستعباد، ومفهوم المواطن والانسان والمؤسسات،  كلها تغيرت أو أصبحت القوة القاهرة للرقمي هي من يتحكم فيها  ويعيد تشكيلها...