سياسة واقتصاد

الشرقاوي: الجزائر ترفض التعاون مع المغرب في محاربة الإرهاب وهذا يشكل خطرا على الإقليم

كفى بريس

أكد حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية المعروف اختصارا بـ "البسيج"، أن جميع الدول تتعاون مع المملكة في مجال محاربة الإرهاب باستثناء الجارة الجزائر، منبها إلى أن "انعدام التنسيق يشكل خطرا، سواء على المستوى الجهوي أو الإقليمي أو الدولي، وبالتالي إضعاف المجهودات التي تقوم بها بقية البلدان”.

وأوضح الشرقاوي، في حوار صحفي، أنه “بعد تشديد الخناق على ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على مستوى المنطقة السورية العراقية، وتوجيه دول التحالف العديد من الضربات إليه، فقد اضطر إلى إيجاد أماكن أخرى للتمركز؛ ومن ثمة، أصبحت منطقة الساحل الملاذ الآمن للتنظيمات الإرهابية”.

وأبرز حبوب، أن “تنظيم داعش يسعى إلى توسيع رقعة انتشاره بالمنطقة المغاربية وبمنطقة الساحل وإفريقيا، مما يشكل في الوقت الحالي خطرا على دول المنطقة ككل، ضمنها المغرب بحكم موقعه الجيو-استراتيجي القريب من منطقه الساحل، ما يجعلنا أمام تهديد حقيقي مصدره تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية، وكذلك تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”.

وذكر مدير "البسيج" أن “هناك أيضا تنظيم الدولة الاسلامية بالصحراء الكبرى الذي يقوده عدنان أبو الوليد الصحراوي الذي ينحدر من مدينة العيون، وهو عنصر تابع لما يسمى جبهة البوليساريو”، موردا أن “هذا الأخير، وقبل تنظيمه للدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى، فقد كان الناطق باسم تنظيم حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا التي كانت وراء اختطاف ثلاثة مواطنين يعملون في المنظمة الأممية الإنسانية بتنسيق مع عناصر جبهة البوليساريو عام 2011”.

وشدد المسؤول الأمني على أن “هذه الدلائل تحيلنا على أن البوليساريو لها صلة بالتنظيمات الإرهابية، مادام هناك عدنان أبو الوليد التابع لها ومادام هناك ما يقارب مائة عنصر من عناصرها سبق لهم أن التحقوا وأصبحوا منخرطين ضمن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب”، وقال: “أبو الوليد الصحراوي مذ سنة 2015 إلى غاية 2020، نفذ عدة عمليات إرهابية استهدفت جمهورية مالي والنيجر وبوركينا فاسو”.

وأشار المتحدث ذاته، إلى أن “كل ذلك يؤكد أننا أمام خطر إرهابي قادم من هذه المنطقة. ولهذا، يجب أن يكون هناك تعاون وثيق بين البلدان، لأنه لا يمكن محاربة الإرهاب بدون تكثيف التعاون بين كافة الدول”، مبرزا أن “جميع الدول تتعاون معنا باستثناء الجارة الجزائر، ذلك أن انعدام التنسيق يشكل خطرا، سواء على المستوى الجهوي أو الإقليمي أو الدولي، وبالتالي إضعاف المجهودات التي تقوم بها بقية البلدان”.

وحول طرق استقطاب المغاربة لاعتناق الفكر الإرهابي، لفت مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية إلى أن “تنظيمات الإرهاب تسعى لاستقطاب الشباب باعتباره العنصر البشري الذي يشكل الدعامة الأساسية في نشاط أي جماعة إرهابية؛ وبالتالي، فإن الجماعات لها طرق عديدة في الاستقطاب، تبتدئ بانتقاء الأشخاص طبقا لمعايير محددة تشمل الدراسة والتكوين، ثم الفئة العمرية. وهنا أريد أن أشير إلى أن معظم الملتحقين بما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية منذ نشوئها، حسب التحريات المنجزة، تتراوح أعمارهم بين 18 و40 سنة”.

ولفت إلى أن “الماكينة الدعائية لداعش استطاعت جلب الكثير من الأشخاص الذين التحقوا بالمنطقة السورية العراقية؛ فعلى سبيل المثال، التحق من المغرب ما قدره 1654 عنصرا، منهم من لقي حتفه بالمنطقة، وعددهم 745 قتيلا، من خلال عمليات انتحارية وخوض معارك إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية، فيما عاد إلى المغرب 270 منهم، في حين قدم المكتب المركزي للأبحاث القضائية 137 منهم إلى العدالة بتنسيق مع النيابة العامة”.

وبخصوص مساهمة المغرب في إفشال المخططات الإرهابية بالبلدان الأوروبية، ذكر المسؤول ذاته أن “المملكة منذ أحداث 16 ماي 2003، اعتمدت الاستراتيجية الوطنية لمحاربة الإرهاب تحت قيادة الملك محمد السادس، وهي مبنية على عدة مجالات؛ منها المجال السوسيو-اقتصادي والقانوني والديني والتعاون الدولي، حيث تنخرط المملكة المغربية بشكل رسمي مع جميع الشركاء، سواء الأوروبيين أو الولايات المتحدة أو الدول العربية أو الدول الإفريقية”.

واستطرد قائلا: “وفرت المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني المعلومات للشركاء الأوروبيين في مجال مكافحة الإرهاب، حيث زودتهم بمعلومات دقيقة ساهمت في إفشال وإحباط مشاريع تخريبية كانت ستحدث في تلك البلدان، منها فرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا وإيطاليا”.

وختم الشرقاوي حواره بالتأكيد على أن “المملكة المغربية منخرطة دائما وبشكل مستمر منذ أحداث سبتمبر 2001 في التعاون الدولي إلى جانب التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة التيارات الإرهابية، ذلك أن حجم التعاون الدولي بين المغرب ونظيره الأمريكي له تاريخ قديم”.