صحة وعلوم

القنب الهندي .. نبتة "مخدرة" تبوح بفوائدها الطبية

كفى بريس

خلف إعلان الحكومة المغربية توجهها نحو تقنين زراعة القنب الهندي لاستعماله في أغراض طبية، ردود فعل متفاوتة بين مُرحّب بالقرار ومتحفّظ عليه وطرف ثالث يتساءل عن النفع الذي سيعود به التقنين على المزارعين العاملين في هذا القطاع المثير للجدل وما هي الفوائد الطبية لهذه النبتة.

وفي هذا الصدد أعدت مجلة «ناشيونال جيوجرافيك»، عدد يونيو 2015، تقريرا بعنوان «علم النشوة» عن فوائد القنب الهندي أو الحشيش والماريجوانا، موضحة أن للحشيش استخدامات أخرى؛ منها استخدامه كمضاد للالتهاب، ومنع نمو خلايا السرطان والأوعية الدموية التي تغذي الأورام، ومكافحة الفيروسات، وتخفيف تشنجات العضلات الناجمة عن مرض التصلب المتعدد.

وأوضح «المعهد الوطني للسرطان»، الذي يعد جزءا من الوزارة الأمريكية للصحة، أن المواد المخدرة تعد مفيدة لعلاج الآثار الجانبية للسرطان، فيما أكد المعهد، وفقا لما نشرته صحيفة «مترو» البريطانية، أنه يمكن تناول الحشيش مع المخبوزات، أو الشاي بالأعشاب، أو حتى وضعه على اللسان مباشرة.

وتشير الدراسات إلى أن الحشيش الطبي يُحتمل أنه مفيد لعدة حالات. وتختلف قوانين الولايات حول الحالات التي تؤهل الأفراد للعلاج بالماريغوانا الطبية. وإذا كنت تفكر في استخدام الماريغوانا لأغراض طبية، اطلع على اللوائح الخاصة بالولاية التي يقيم فيها. 

وحسب الولاية، قد تكون مؤهلًا للعلاج بالماريغوانا الطبية إذا كنت تفي بمتطلبات معينة وكان لديك حالة تأهلك، مثل: داء الزهايمر، التصلب الجانبي الضموري (ALS)، فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)/مرض الإيدز (AIDS)، السرطان، داء كرون، الصرع والنوبات الـمَرَضية، المياه الزرقاء، التصلب المتعدد وتشنجات العضلات، ألم شديد ومزمن، الغثيان الشديد

وتعتبر بذورها من المواد الغذائية الأساسية، بينما كانت أليافها تُستخدم كمواد أولية، حسبما ورد في النسخة الألمانية لموقع "جي إم إكس". كما استُخدمت نبتة القنب الهندي أيضا كعلاج للملاريا والروماتيزم وغيرها من الأمراض.

وأصبحت بذور القنب الهندي تصنف في السنوات الأخيرة كغذاء "خارق" (Superfood)، نظرا لغناها بالمواد المضادة للأكسدة وفيتامين E وفيتامين B12.

وفي السياق ذاته، أراد شيشكرمان  الحصول على أول وصفة طبية للعلاج بالقنب الهندي في آب/ أغسطس 2017، غير أنه عندما توجه  إلى الصيدلية لصرف الدواء، قُيل له أن خلاصة زهور نبتة القنب الهندي الخاصة به ستكون متاحة بحلول شهر تشرين الأول/ أكتوبر. وقال شيشكرمان  وهو يهز رأسه: "الأمر هنا يتعلق بدواء، حتى لو كان الآخرون ينظرون لذلك بشكل مختلف".

ومنذ  مارس 2017  بات القنب الهندي يُباع بشكل قانوني في ألمانيا ويمكن  للأشخاص المصابين بأمراض مزمنة الحصول على العقار العشبي من الصيدلية من دون إذن خاص مسبق.

ويرى مدير مبيعات الشركة نيكلاس كوبارانيز أن تزويد المرضى بالقنب الطبي العالي الجودة على الرغم من اضطرابات عملية التوصيل يمثل تحدياً كبيراً للشركة، ويقول "لدينا حالياً مورد واحد فقط في أوروبا ومقره في هولندا، وهذا المورد  يجب عليه تلبية الطلب المتزايد على القنب الطبي لأوروبا كملها، وهو أمر يكاد يكون غير ممكن".

ويشار إلى أن المادتان الأشهر أو المكوّنان الأشهر والتي ارتبط منذ سنوات اسمهما بإمكانية استخدام القنب طبياً هما: الكانابيديول (Cannabidiol (CBD والتتراهيدروكانابينول (Tetrahydrocannabinol (THC، ويمكن للدواء الذي يتم فيه دمج CBD وTHC تقليل نوبات الصرع بنسبة أكثر من 40٪.

وهناك من الخبراء من يخصص جزءاً مهما من حياته الأكاديمية لدراسة هذه النبتة، ومن بينهم الدكتورة ندى الربيعي، صيدلية عراقية وصلت بعمر 17 سنة إلى هولندا، حيث درست الصيدلة واشتغلت في المجال لسنوات، حيث ساهمت ندى الربيعي في تطوير مشروع رائد متعلق بتطوير استخدام نبتة القنب لتطوير أدوية تعالج أمراض خطيرة مثل السرطان وباشرت تحضير أطروحة دكتوراه بجامعة ماريلاند الأمريكية حول الموضوع.