رأي

مصطفى الفن: قضية التطبيع مع إسرائيل.. خلفيات “الهجوم” على الرباح

لماذا لم يندلع أي جدل وسط أحزاب الحركة الوطنية خاصة الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال والتقدم والاشتراكية على خلفية قرار التطبيع أو "استئناف" العلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل؟

شخصيا لم أفهم كيف أن كل هذه الأحزاب ومعها نقاباتها وجمعياتها وهيئاتها الموازية التزمت صمت القبور رغم أن قادتها وزعماءها كانوا دائما في الصفوف الأمامية لتلك "المسيرات المليونية" المساندة للشعب الفلسطيني ضد إسرائيل.

كما أني لم أقرأ أي تصريح صحفي لمسؤول اتحادي أو استقلالي أو مسؤول من التقدم والاشتراكية عبر فيه عن "موقف ما" من هذا "التقارب" المغربي الإسرائيلي كما لو أن هذه الأحزاب أسلمت الروح الى ربها ولم يعد لها أي قرار في أي قضية.

وحتى "الجدل" الذي الذي اندلع وسط مناضلي حزب البيجيدي بسبب التطبيع بدا لي كما لو أنه جدل "غير مبدئي" لأنه استهدف الفروع ونسي الأصل.

أقول هذا لأنه غير مفهوم أن توجه انتقادات "نارية" الى عبد العزيز الرباح فقط لأنه قال إنه كوزير مستعد أن يذهب الى أي مكان في العالم ليس من أجل الاستجمام وإنما من أجل الدفاع عن مصالح بلده.

كما أنه من غير المفهوم أيضا أن تأخذ هذه الانتقادات ضد الرباح تحديدا ولا أحد غيره شكل "حملة ممنهجة"..

هل لأن الرجل هو واحد من أربع أو خمس شخصيات مؤهلة للمنافسة على منصب الأمين العام للحزب؟

لا جواب.

وقع كل هذا رغم أن الرباح لم يوقع على قرار التطبيع مثلما فعل العثماني ولم يستقبل الوفد الإسرائيلي بالمطار مثلما فعل عبد الصمد السكال ولم يجالس أعضاء هذا الوفد الإسرائيلي مثلما فعل الوزير اعمارة.

أما عمدة سلا جامع المعتصم فلا أحد ذكر اسمه أو عاتبه رغم أن المعتصم كان منتظرا أن يكون هو بدوره مع السكال ضمن لائحة المسؤولين المغاربة الذين استقبلوا الوفد الإسرئيلي بالمطار لولا أنه أصيب بمرض "الكوفيد".

لكن هؤلاء الذين يهاجمون اليوم الرباح، وضمنهم برلمانيون من البيجيدي، فماذا سيفعلون "مستقبلا" عندما سيحال قرار التطبيع على أنظار البرلمان المغربي في شكل "اتفاقية تعاون" مع إسرائيل؟

في شتى الأحوال، نتمنى أن نرى أفعالا لا مجرد أقوال ولغة خشب تقول الشيء ونقيضه.

وفعلا فقد "قطعت" عملية إعداد هذه  الاتفاقية مع إسرائيل أشواطا متقدمة في انتظار أن تعرف طريقها الى البرلمان المغربي بغرفتيه من أجل المصادقة عليها لأن التطبيع مع الدولة العبرية هو "مسار" وليس نزهة على شط البحر.