تحليل

"السبع" يفر من حظيرة زيان

سعد كمال

ليس من الهيّن على محمد زيان أن يفقد "زعامة" الحزب الليبرالي المغربي الحر، رغم أنها "زعامة" بلا مجد.

لكن زيان بالمقابل أهان "السبع"، ذلك أنه منذ تأسيس الحزب في 2002 ، لم يتخط عدد المقاعد التي حصل عليها في 4 انتخابات تشريعية: ثلاث، ولم يحظ بأية مشاركة حكومية أو حقيبة وزارية، باستثناء تلك التي حضي بها "زعيمه" لسنة ونيف في النصف الثاني من عقد تسعينيات القرن الماضي تحت يافطة حزب "الحصان".

ومع ذلك يريد سي زيان، هذه الأيام، أن يقيم الأرض وأن لا يقعدها لمجرد أن أغلب المنخرطين في حزب " السبع"  قرروا إخراج "الأسد" من حظيرة "الزعيم"، ليعود لممارسة الحياة في بيئة طبيعية..، فقد ارتدى زيان لسبة "السبع بولبطاين"، توهما منه أنه يمتلك، بالفعل، شراسة الأسد في معارك سرعان ما تبدى للجميع أنها أشبه ما تكون بمصارعة طواحين الهواء، ظنا منه أن البطولة قد تأتي، بالكذب والتلفيق والبهتان، الذي فضحته بلاغات، حتى أولئك، الذين هم أقرب له من حبل الوريد.

و للأسف، فقد تخلى زيان في هذه المعارك الوهمية، عن كل الأخلاق، و لبس "ابطانة" الكذب والبهتان والافتراء، فأباح لنفسه أن يتسلل إلى حرمة الشقق والفيلات والفنادق ويزعم علم حتى ما يجري في الطائرات، وعلى ذكر الطائرات فقد أسقط الكثير منها في سلسلة مقالات، تخترق جدار الكذب، و تغترف من معين الخيال العلمي الواسع...

زيان يشعر اليوم أنه أصبح وحيدا، وأن دوائر العزلة تتسع حوله، بعد أن ركب موجة من "الهبال"، ستلقي به، لا محالة،  إلى الشاطئ، لأن البحار والمحيطات، عادة ما تتخلص من كل ما يعكر صفو الماء.

وعلى رأي المثل الشعبي: "اللحم الخانز تيدوه  ماليه"، لكن سيكون من المؤسف، في هذه الحالة، أن ترفض حتى أيادي الصحاب و ذوي القربى أن تقوم بهذه الحسنة.