مجتمع وحوداث

التربية الوطنية.. الرأسمال البشري في صلب مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

كفى بريس: (وم ع)

في إطار سعيها لبناء مستقبل يرقى إلى طموحات المواطنين، وضعت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قضية التربية في صلب انشغالات مرحلتها الثالثة، والتي تولي مكانة متميزة للرأسمال البشري للأجيال الصاعدة.

فبالنظر إلى أهمية التعليم الأولي في تطوير المهارات الشخصية والمعرفية للفرد، وتقليص نسب الفشل الدراسي، وتشجيع التنشئة الاجتماعية للطفل فضلا عن النهوض بتمدرس الأطفال، جعلت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من التربية أحد حقول تدخلها التي تكتسي أولوية ضمن مرحلتها الثالثة.

يطمح هذا البرنامج، المتعلق بالدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة، على الخصوص، إلى تعزيز البنيات التحتية والخدمات التربوية الأساسية، وذلك أساسا بفضل النقل المدرسي، وتمكين الفئات المستهدفة من مواصلة المسار الدراسي في ظروف جيدة.

ومن بين المبادرات التي قامت بها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى جهة الرباط – سلا – القنيطرة خلال 2020، هناك عملية تسليم حافلات للنقل المدرسي لفائدة ست جماعات ترابية تابعة لعمالة الصخيرات-تمارة، في إطار برنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة 2019.

هذه العملية اندرجت في إطار اتفاقية شراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية. وقد استفادت من هذه الحافلات الجماعات الترابية لكل من “الصباح”، و”الصخيرات”، و”عين عتيق”، و”مرس الخير”، و”المنزه”، و”أم عزة”.

كما تم في فبراير 2020، تسليم ما مجموعه 19 حافلة للنقل المدرسي لعدد من الجماعات القروية بإقليم القنيطرة، استفادت منها كل من جماعات وادي المخازن وبني مالك وعرباوة وقرية بن عودة وسيدي الطيبي وسيدي علال التازي وسوق الثلاثاء الغرب وسيدي محمد لحمر وبحارة ولاد عياد وسيدي بوبكر الحاج والشوافع ولالة ميمونة والمناصرة والمكرن وسيدي محمد بن منصور وولاد سلامة وعامر السفلية.

من جانب آخر، ودائما في سياق تنفيذ مرحلتها الثالثة، أطلقت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في نونبر الماضي، مشاريع تروم دعم التعليم الأولي بالوسط القروي بإقليم سيدي قاسم. وتم، في هذا الصدد، توفير أربع حافلات مدرسية لفائدة جماعات تكنة وبني وال وسيدي أحمد بن عيسى وارميلات، بهدف محاربة الهدر المدرسي بالمناطق القروية. وقد تطلب اقتناء هذه الحافلات الأربع غلافا ماليا ناهز مليوني درهم.

كما تم، بالمناسبة، تدشين وحدتين للتعليم الأولي على مستوى تعاونية الفلاح بجماعة الشبانات ودوار سيدي محمد الشلح (جماعة سلفات) نواحي سيدي قاسم. ويهدف هذا المشروع الذي يمتد على مدى أربع سنوات (2019-2023)، إلى إنجاز أزيد من 270 وحدة لمرحلة التعليم الأولي.

مجموع هذه المنجزات التي تقوم بها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تندرج في سياق الأهداف المحددة في إطار اليوم الدولي للتربية، الذي يتم الاحتفاء به هذه السنة تحت شعار “إنعاش التعليم وتنشيطه لدى جيل جائحة “كوفيد-19”. ويهدف هذا اليوم الدولي، الذي يتم تخليده في 24 يناير من كل سنة، إلى تعزيز التعليم عبر العالم والتوعية بالدور الذي يضطلع به في تحقيق السلام والتنمية.

يشار إلى أن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تمتد للفترة ما بين 2019 و2023 بمبلغ إجمالي يناهز 18 مليار درهم، تروم تعزيز المكتسبات المحققة خلال المرحلتين السابقتين من المبادرة، والدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة، ودعم الفئات في وضعية هشاشة.

ويطمح البرنامج الرابع ضمن هذه المرحلة إلى تعميم التعليم الأولي في المناطق القروية والنائية، وتشجيع النجاح الدراسي ومكافحة أبرز أسباب الفشل الدراسي.

ففي ما يتعلق بتعميم التعليم الأولي في المناطق القروية والنائية، عرفت سنة 2019 إحداث 1217 وحدة للتعليم الأولي (تم استكمال الأشغال بنسبة 100 بالمائة في 2019)، استفاد منها أزيد من 33 ألف طفل يؤطرهم 1780 من المربين والمربيات.

أما في إطار المحور المتعلق بتشجيع النجاح الدراسي ومكافحة أبرز أسباب الهدر المدرسي، شهدت سنة 2019 بناء وتأهيل 126 من دور الطالب والطالبة لفائدة 8300 من التلاميذ، واقتناء 400 حافلة لدعم النقل المدرسي لفائدة 21 ألف و700 من التلاميذ، وتوزيع 4.5 مليون حقيبة في إطار المبادرة الملكية (مليون محفظة) برسم السنة الدراسية 2019 – 2020.