مجتمع وحوداث

أبوحفص: عقول دعاة تحريم احتفالات "إيض إناير" أصغر من أن يستوعبوا الواقع

كفى بريس

رد الباحث في الدراسات الإسلامية؛ محمد عبد الوهاب بن أحمد رفيقي، الشهير بـ”أبو حفص”، على الشيوخ والدعاة المغاربة الذين حرموا إحتفالات رأس السنة الأمازيغية، مبرزا أن "عقولهم أصغر من أن يستوعبوا الواقع الذي نعيشه".

وأوضح رفيقي في حوار صحفي، ردا على تحريم بعض الشيوخ الاحتفال بـ "إيض إناير"، أن الإحتفال برأس السنة الأمازيغية يدخل في إطار العادات والأعراف التي لا مانع منها؛ والتي لم يأتي أي دين ولا ملة وشريعة لمحوها. بل الأديان من شأنها احترام العادات والأعراف واستيعابها وتثمينها؛ وليس محاربتها، لأن محاربتها أو محاولة محوها هو محاولة محو للذاكرة وطمس لها.

وأضاف أبو حفص، أن هذا لم تأتي به الأديان ولا دفعت إليه، بل بالعكس من ذلك الدين من شأنه أن يكون مستوعبا لكل هذه العادات والأعراف. وهذه الإحتفالات الموسمية المرتبطة بالفلاحة أو الزراعة والخاصة بعرق معين لا حرج فيها، بل هي مناسبة لأن يفرح الجميع وأن يستمتع الجميع سواء كانوا أمازيغا أو عربا بالطقوس الجمالية والاحتفالية التي تقام في مثل هذا اليوم.

وحول مدى تأثير الاحتفال برأس السنة الأمازيغية على القيم الدينية للمغاربة، قال المتحدث ذاته، أنه "من الغريب فعلا أن يتم الربط بين القيم الدينية وهذه الاحتفالات التي لا ضرر فيها ولا مفسدة فيها إطلاقا، ولا يمكن أن يدعي ذلك إلا من هو عدو للفرح. الدين إن لم يكن مشجعا على الاحتفال والفرح والاحتفاء بالأرض سيصبح مشكلة. وبالتالي أرى أن القيم الدينية العامة تشجع على مثل هذه الإحتفالات وتشجع على مثل هذا الإرتباط بين الإنسان وأرضه".

وبخصوص موقفه من بعض الدعاة الذين حرموا هذه الإحتفالات، قال أبو حفص: "صراحة لا أستغرب مثل هذه الردود التي ألفناها في كل سنة في مثل هذا الوقت. حيث نرى كل هذا التشنج والتوتر في قضية مثل هذه، كأنها مصيبة المسلمين والكارثة التي أصابتهم، وكأننا قمنا بحل كل المشاكل ولم يتبقى لنا إلا مناقشة قضية السنة الأمازيغية إن كان الإحتفال بها حلالا أو حراما".

وتابع : "للأسف الشديد مثل هؤلاء عقولهم أصغر من أن يستوعبوا الواقع الذي نعيشه وأن يفهموا حاجيات المجتمع، وأن يتحدثوا عن الإشكالات الأساسية التي يحتاجها المجتمع"، مشيرا إلى أن التخوف من الاحتفالات بالأمازيغية ينبني على اعتقاد أن العربية والإسلام يجب أن يمحوا كل شيء وأن يطمسا كل شيء ولا يوجد أي تعدد في الهوية، وأنه ليست هناك إلا هوية واحدة ولا مجال لإظهار أي تعلق بهوية أخرى حتى لو كانت الهوية الأصل.

أكثر من ذلك، هؤلاء في نظري لا ينطلقون من أسس وطنية ولا يؤمنون بالدولة الوطنية، بقدر ما هم متأثرون بأيدلوجيات أخرى مشرقية وأيدلوجيات دينية متشددة تحاول أن تفرض نمط الهوية الواحد، وهذا خطر على مجتمع متعدد ومتنوع مثل المجتمع المغربي.