على باب الله

بيضة "الزعيم"

المصطفى كنيت

وضع "الزعيم" كل البيض في سلة واحدة، مع قرب انتهاء عمره البرلماني، الذي قُدر له، في الغرفة الأولى من المؤسسة التشريعية، أما عمره البيولوجي، فلا يعلمه إلا الله، رغم أنه كاد أن يضع حدا له يوم أضرم النار في جسده احتجاجا على صفقة لم ينل منها  المبتغى مع مؤسسة عمومية، أرادت أن تتمدد على حساب ضيعاته لإنتاج البيض.

و يبدو أن "الزعيم"، الذي صرف مئات الملايين للوصول إلى البرلمان، أصيب بـ "الفقصة" بعد ذلك، حين ذهبت الوعود التي تلقاها أدراج الرياح، قد تحلّل قلبه من الشفقة، وعوض أن يسارع إلى التنازل لعاملة أخطأت، وامتدت يدها إلى "كرطونة" بيض، تحت ضغط الحاجة أو الخفة، يقرر أن يترك القضية تسير إلى نهايتها و أن تظل السيدة في السجن.

صحيح أن، وعلى رأي المثل الشعبي، "لي سرق بيضة يسرق دجاجة"، لكن قد تكون أحيانا للسرقة مبرراتها، وهي مبررات، مهما كانت قوتها، فإنها لا تصمد أمام النصوص القانونية، التي لا تُخمد لهيبها إلا السلطة التقديرية، التي مّتع المشرع بها السادة القضاة.

"الزعيم" يواصل تشويه صورة حزب، فضح طينة من المنتخبين، انتهى بهم المطاف إلى  السجن أو العزل، في انتظار المزيد، مادام ما طبع دخولهم إلى الانتخابات، هو البحث عن امتيازات، وليس ممارسة فضيلة الدفاع عن الصالح العام، و"الزعيم" أحدهم، ولا داعي إلى الدخول في تفاصيل تلك الصفقة... و ما ترتب عنها من فقصة وحروق يعلم الأطباء درجتها في الجلد، لكن الله وحده يعلم كمدها في القلب.

و لا غرو بعد ذلك أن يقسو قلب "الزعيم"، ولا يلين إلا بعد توسلات الأمين العام عبداللطيف وهبي، الذي ورث كل هذا الهم.

فقد وعده " الزعيم" بالتنازل عن الشكاية الثلاثاء المقبل، وهو تنازل لن يصلح محرك "تراكتور" يعاني من الكثير من الأعطاب.