مجتمع وحوداث

تهمة كبيرة مقابل 16 بيضة... محاكمة عاملة بسبب شكاية من مشغلها البرلماني

كفى بريس

مثلت زوال الأربعاء، أمام الغرفة الجنحية التبسية التأديبية بإبتدائية ابن جرير، عاملة في حالة اعتقال بتهمة "خيانة الامانة في حق المشغل".

ويبدو من صك التهمة بناء على شكاية المشغل، أن هذه العاملة اقترفت جريمة شنيعة، بينما الحقيقة أن السيدة تتابع بتهمة سرقة 16 البيضة من وحدة لإنتاج ملايين البيض.

القضية المثيرة، ألهبت العديد من الصفحات الفيسبوكية التي تناولت القصة كاملة وبالتفصيل الممل، وطبعا عبرت عن استغرابها من شكاية المشغل الذي هو واحد من أكبر منتجي البيض في إفريقيا حسب تدوينات عديدة نشرت حول الموضوع لأبناء المنطقة يعرفون تفاصيلها.

وتعود تفاصيل الواقعة المثيرة، إلى الجمعة المنصرم فاتح يناير، أول أيام السنة الجديدة، حين تقدم مشغل السيدة وهو الحاج عبد اللطيف الزعيم، في شخص مسير وحدته الإنتاجية، بشكاية تحركت على إثرها مصالح الامن الوطني، للوقوف على حيثيات ضبط عاملة متلبسة بالسرقة.

المسألة لا تقف عند فعل السرقة فقط، بل عند كمية المسروق، فحسب ما أفادت به تدوينة لصفحة "ازول اكادير"، فإن السيدة أخرجت علبة "كرطونة" من الحجم الصغير بها بيض مكسور ولا توجد سوى 16 بيضة صالحة أما الباقي فكان سيرمى من طرف الوحدة المذكورة. ورغم ذلك حضر مفتش الشغل وتم التبليغ عن السرقة.

الواقعة أثارت استغراب أبناء المنطقة، لأن عبد اللطيف الزعيم، هو احد اكبر المنتجين على الصعيد الإفريقي للبيض، وهو برلماني منتمي لحزب الأصالة والمعاصرة عن دائرة الرحامنة، ورغم امبراطورية البيض التي يملكها قرر أن يواصل متابعة عاملة قضت في شركته 11 سنة من العمل ولم تقترف سوى خطا سرقة بيض مكسور كان مصيره إلى المزبلة.

إذا وبكل بساطة، قررت "شركة بيض الرحامنة"، أن تعين محاميا بأتعابه المالية طبعا، وتواصل متابعة قضية سرقة 16 بيضة من طرف عاملة قضت أزيد من عقد داخل الشركة، والتي لم تشفع لها امام رغبة شركة "الزعيم" في أن تزج بها في السجن.

الجدير بالذكر، أن البرلماني صاحب الشكاية والشركة، كان له حكاية مع الاحتجاج بطريقة مثيرة جدا، حين أقدم على إضرام النار في نفسه أمام إدارة المكتب الشريف للفوسفاط OCP في مدينة إبن جرير احتجاجاً على نزع ملكية "ضيعة تربية الدواجن" منه.

وهي السابقة التي أقدم عليها اول برلماني، وربما هذه الشكاية ضد العاملة التي "سرقت" 16 بيضة، هي السابقة الثانية التي يدخل بها عبد اللطيف الزعيم التاريخ من بابه الضيق..

وللتذكير أيضا، فإقدام البرلماني المذكور على إحراق نفسه، تم حسب تصريحاته خوفا من التشريد وخوفا أيضا على "رزق ولادو"، وها هي العاملة سينتهي المطاف بأولادها دون معيل لمدة من الزمن..