فن وإعلام

البركاني والسرحاني وفن الركادة

بنيونس بحكاني

كانت فكرة حميدة ان يجتمع  شيخ الراكدة مختار البركاني في كليب "مانديكش الفاكانسيا".الاغنية الكليب التي  اعادت المختار لواجهة الحدث الفني وسوق التواصل الاجتماعي اللاهث وراء البوز . الفكرة جميلة يشكر عليها السرحاني وحتى فكرة استضافتهما في برنامج رشيد شو وإن كان لدي موقف من هذا البرنامج  كانت موفقة وكانت مناسبة  لتقديم فن الركادة وتسليط الضوء على نجوم شرق المغرب .الحلقة كانت مميزة بتلقائية ضيوفها وروحهم الصافية ، لقد كنا أمام البساطة والمحبة والصدق على ايقاع الركادة.

كانت فرصة ليعرف ويتعرف الجمهور العريض على الشاب المختار الذي أصبح الشيخ المختار لكن بروح مرحة دوما كما يعرفه أهل بركان والنواحي. لقد كانت الحلقة موفقة إلى حد ما  جمعت بين موهبة السرحاني الواعدة وبين خبرة وتاريخ  ملك الركادة المختار في تعاون جميل ومثمر يصل الحاضر بالماضي ويعترف للكبار بمكانتهم التي بصمت أجيالا من أهالي المنطقة الشرقية.

السرحاني على سجيته يمثل جيل الشباب المهاجر الذي يحمل خلفية أصيلة من ثقافة بلده وتربته، لعبت فيه التربية الخاصة من أم مهاجرة دورا أساسيا والسرحان نتيجة إيجابية لأبناء الشرق من زواج فاشل من أجل طلاق ناجح ، لقد ظل السرحاني وفيا لأصله متوازنا ولعل شغفه بالفن أنقذه كما أنقد عددا لا يستهان به من أبناء الطلاق في المهجر.

حلقة رشيد شو مع البركاني والسرحاني لأول مرة في تاريخ البرنامج كانت نموذجا لتلاقح جيلين مختلفين تمنح فرصة للاعتراف والتكامل بين القديم والجديد ، يحتاج عدد كبير من روادنا الكبار إلى هكذا التفاتات من الشباب الذي حقق نجومية بفضل وسائل التواصل الاجتماعي التي حرم منها الكبار، هذا التعاون من شأنه أن يعيد للواجهة الفن الأصيل والتراث المغربي بمختلف مشاربه ويمنح نفسا آخر لفنانين منحوا الكثير ويكاد أن لايعرفهم الجيل الجديد.

يجب التأسيس لبرامج متنوعة تسلط الضوء على مسارات صناع الثقافة والفن الذين أناروا دروب الحياة وفتحوا الطريق أمام الآخرين ،في الأخير تحية للسرحاني والبركاني على تواطئهما الإبداعي الجميل وتحية عالية للشيخ المختار البركاني بالأساس الذي كان في مستوى الحدث بتواضعه ومرحه وقفشاته المعروفة والمألوفة ،لقد كان كبيرا في احتضانه للسرحاني وكان السرحاني ببساطته وصراحته إبن الشرق البار بتراث أهله وأكيد أن المستقبل سيكون أمامه واعدا لأنه استثمر في تراث عريق برؤية عصرية ولأنه تلقائي وشغوف بالفن وصادق ومافي قلبه على لسانه فقط يحتاج إلى أيادي تحتضنه باحترافية  ليطور نفسه باستمرار.