قضايا

لقاح كورونا... جرعة العودة إلى الحياة

عبد العزيز المنيعي

المغرب الذي كان سباقا إلى مواجهة " كورونا" منذ بداية انتشاره المرعبة، هو المغرب الذي يقود سباقا مع الزمن لتحصين أبنائه من الفيروس باعتماد حملة وطنية شاملة للتلقيح.

هذا المغرب الذي فضل قائده الملك محمد السادس أن يحمي البشر قبل الشجر، هو نفسه الذي يريد أن يخرج المغاربة من غمة الوباء إلى رحابة الحياة العادية.

طبعا وكما كان متوقعا، تعالت أصوات عديدة تعارض وتشكك وترفض التلقيح، ومن بين هذه الأصوات المبحوحة بكثرة التأويل، أشخاص لديهم مصلحة معينة غير معلنة في عرقلة هذه اللحظة التاريخية، أما البقية فهي نتاج للعادة في تكرار ما يسمع.

كان يكفينا أن نسمع أن اللقاح فعال ولو ب 50 في المائة فقط لنقبل عليه طمعا في الخلاص من شبح الوباء، أما وأن يكون فعالا بنسبة تزيد عن 90 في المائة فذلك هو الدافع للانخراط في العملية وتقبلها، بدل العيش في خوف مستمر ودائم.

والحقيقة... لا يمكن أن نفهم السبب الرئيسي خلف انسياق العديد من المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وراء من يشكك في جدوى اللقاح وفعاليته، كما لو كان المغرب سيستبدل شعبه بشعب آخر، أو كما لو كان المغرب يريد التخلص من أبنائه... إنها الخلاصة الوحيدة الممكنة مع اعتماد "نظرية المؤامرة"، والدخول في موجة تشكيك في نوايا الدولة، تجاه مواطنيها.

لذلك نقول إنه لا وطن بدون مواطن، والدولة تريد الوطن والمواطن، الدولة تسابق الزمن لأجل تأمين الحياة للمواطن وليس العكس.

لا نريد الخوض في كلام العلماء وتصريحات الأطباء، فهي كافية لأن تؤكد لنا اننا بخير إذا تلقينا اللقاح، وبخير أيضا إذا بقينا محبوسين في خوفنا ومنازلنا لا نشرب قهوتنا مثل المعتاد ولا نصافح عزيزا علينا، لذلك فالاختيار بين أن نعيش أو ننزوي في ركن مظلم هو النتيجة الطبيعية لمثل هذا التشكيك الذي لا يستند على أسس علمية أبدا، انما هو مجرد اجتهادات مصلحية لمن أطلقوا العنان لمخيلتهم العقيمة..