قضايا

"الهيش" يرد "الجميل" للمشككين ويزهق روحا بريئة

عبد العزيز المنيعي

أصر "الهيش مول تريبورتور"، على أن يوضح بالدماء وبشكل مباشر وفاجع وصادم للجميع، أن الإرهاب ملة واحدة ولا مجال فيه للتخصيص أو الاستثناء.

"الهيش" الذي أزهقت يده الملطخة بالإثم، روحا بريئة كانت تعيش يومياتها بين أداء الواجب المهني بكل أمانة وبين أحلام الغد في حياة طويلة عريضة، رد على كل من تعالت أصواتهم المبحوحة ذات يوم، عندما تمكنت مصالح الأمن الوطني من تفكيك خلية إرهابية بتمارة وأنهت الخطر وجنبت البلاد حمام دم.

هكذا إذا، يكون ثمن التشكيك هو التسفيه الحقيقي لكل ما يدور في خلد بعض الناقمين على البلاد والعباد دون سبب، اللهم الأسباب التي تنتهي بأرقام وأجندات معينة صارت تتطاير في بورصة حقوق الإنسان.

الضحية الذي تتأمل صورته وترى فيها الكثير من البراءة، الكثير من الأمل والحلم والغد الواعد، هو موظف حارس ومربي في سجن تيفلت 2، حيث يقبع وحش خلية تمارة و "زعيمها" الذي لم يتردد في رد الجميل لمن ناصروا أكذوبة التشكيك.

طبعا لسنا في مقام الشماتة، بل نحن في مقام الحزن نجلس على محراب الإيمان بالوطن ونصلي ترحما على روح الشهيد "الحبيب الهراس"، الذي غدرت به يد الإرهاب وهو يقوم بواجبه النبيل.

نعود إلى تلك الأصوات المبحوحة، ومنها من خرج علينا حين تفكيك الخلية بكثير من المصطلحات وكثير من التعابير وكثير من التشكيك حتى بتنا نشك نحن إن كان هؤلاء مغاربة أم أنهم منتسبون يأكلون الغلة ويسبون الملة.

بالنسبة لهؤلاء، الأمر بسيط جدا، فكل ما يأتي من الدولة ومؤسساتها هو غير قابل للهضم، لأن معدتهم تعودت الأكل الجاهز الذي يقدم في مطاعم وحانات حقوق الإنسان، هؤلاء لا يمكن أن يأخذوا العبرة أبدا، فالناعورة لا تتوقف لأن "الحمار" يؤمن أشد الأيمان أنه يسير في طريق خلاصه في طريق طويل وهو يدور حول نفسه فقط..

يحز في نفسنا، أن ننعى شهيد الواجب الحبيب الهراس، وفي الوقت نفسه أن نلوث سيرته بالحديث عن من شكك في عمل الامن وفي تفكيك خلية إرهابية أنتجت لنا وحشا التهم روحا بريئة..