السيد وزير الثقافة المحترم،

علاقة بالوضع الصحي المؤلم الذي يعاني منه كاتب مغربي كبير، كرس حياته للعلم والتدريس والثقافة والتأليف، هو الاستاذ والروائي المعروف الميلودي شغموم ، وفي سياق ما يتداول الان حول الحالة الصحية المتدهورة للكاتب  ومسؤولية الوزارة المادية  والمعنوية الثابتة في ذلك ، وحيث أن الكثيرين خاضوا في توضيح وتقريب الحالة الصحية للكاتب الميلودي شغموم من المسؤولين بما فيه الكفاية، ليبقى دور الوزارة في الموضوع هو الدور الايجابي الذي ينتظره الجميع، غير أن ما حفزني أكثر على هذا الخطاب بهذه المناسبة، هو كون وزارة الثقافة هي المسؤول المباشر عن الوضع الاعتباري للكاتب المغربي وانه على الرغم من اشعارها بضرورة تفعيل هذا المطلب واخراجه الى النور، بقيت الوزارة غير معنية بالموضوع حتى الآن. لذا نذكر وزارتكم الموقرة بفحوى هذا المطلب الذي اشتمل على عدد من النقط والامتيازات الكفيلة بتحقيق اعتبارية الكاتب المغربي واحترام معنوياته كصانع للافكار ومبدع ومثقف ومربي أجيال، هذا المطلب لم يتم الاستجابة اليه حتى الأن، علما ان الملف متكاملا أحيل على الوزارة الوصية من قبل اتحاد كتاب المغرب بعد اختتام المؤتمر السادس عشر للاتحاد الذي انعقد في الرباط سنة 1993 مع مطلبيات اخرى رفعت الى جلالة الملك محمد السادس استجابت لها الارادة الملكية بكل اريحية وتقدير ومنها المقر الرئيسي للاتحاد وتوابعه الترفيهية والثقافية الذي يشيد على نفقة جلالة الملك محمد السادس.

مسألة الرعاية الصحية للكاتب تعتبر حقا طبيعيا من حقوقه الثقافية، وها قد مرت عقود على هذه الطلبية المشروعة ولم تتحرك وزارتكم في أي اتجاه والسبب أن الكتاب المغاربة لم يمارسوا كفاءة الضغط والتدافع المطلبي الفئوي كما فعلت قطاعات أخرى، ليفرضوا على الوزارة هذا الحق، منتظرين أن تكون المبادرة تلقائية من قبلكم استجابة لنبض النخبة الثقافية التي تتحمل تكاليف طبع ونشر ما تكتب وتعاني من كساد تجارة الكتاب وانتفاء قارئ ثقافي ملتزم في مجتمع اصبح يجهل هذه الخاصية الثقافية حضاريا.

السيد الوزير،

الأن وفي غمر الحالة الصحية المؤلمة التي يعاني منها كاتب كبير مثل الميلودي شغموم، فقد حان الوقت لتلبية هذا الحق المشروع مثلما قامت وزارتكم مشكورة بتلبية مطالب الفنانين المغاربة ورجال المسرح والتمثيل فلا شك أن إنجاز هذا المطلب لفائدة الكتاب، لا يقل أهمية عما تقوم به الوزارة من مبادرات التحفيز والتشجيع المادي المبذولة للقطاع الفني والموسيقي والمسرحي في المغرب.

الكاتب المغربي، السيد الوزير، هو ترجمان الأمة الثقافي والمعرفي والفني، كل الأمم التي عرفت الحضارة الإنسانية بقيت آثارها في المصنفات والكتب بفضل حامل القلم، فالكاتب يكتب تاريخ الأمة في مصنفات شتى من فنون القول والفكر والمعرفة، واعماله الثقافية والفكرية دين يتوق عنق الأمة ويفرض على المؤسسة بعض الاحترام والتقدير، لذا فهو يستحق هذا الاهتمام الذي ينبع من مصدر اهتمامه وتضحياته من اجل بلده وامته ويستحق ايضا أن تهتم المؤسسة الرسمية بوضعه الثقافي والاجتماعي.

أن التغطية الصحية الشاملة عند المرض لفائدة الكاتب هي أقل ما يمكن للوزارة ان تقوم به خصوصا حين تتعدى تكاليف الاستشفاء قدرة المريض المادية، وهذا هو الوضع الذي يكابده الكاتب المغربي الميلودي شغموم في صمت شجاع وارجو أن لا تواجهه الوزارة الوصية بصمت غريب.

في ديل هذا الخطاب ارجو من الاخوة في اتحاد كتاب المغرب المقبلين على  مؤترهم الاستثنائي ان يدرجوا هذه النقطة الخاصة بالوضع الاعتباري للكاتب في المؤتمر وان يدافعوا عنها باستماتة.

*كاتب، عضو اتحاد كتاب المغرب