قضايا

حقن التلاميذ بلقاح تربوي وقاية من "البيدوفيليا"

عبد اللطيف مجدوب

في سياق تعاظم داء "البيدوفيليا" أو (الغلمانية /الاعتداء أو الولع الجنسي بالأطفال أو التحرش بالأطفال/الميل الجنسي للأطفال..)، واجتياحه مختلف الشرائح الاجتماعية، انضاف إلى هموم الأسر المغربية قلق مضن حول مصير فلذات أكبادهم، متمدرسين كانوا أو غير متمدرسين؛ وإن كان تلاميذ المدارس يحتلون النسب المائوية الكبيرة ممن يتعرضون للاغتصاب.

ولعل سفاح طنجة أو بالأحرى "تراجيديا الطفل عدنان"، والدوي الذي أحدثته في نفوس المغاربة قاطبة أصبحت تشكل تحديا داخل المؤسسات التعليمية وتسائلها عما إن كانت تتعاطى مع مكافحة هذه الظاهرة أم لا، وكذا الوسائل "التربوية"، وتحسيس التلاميذ بالإجراءات الاحترازية القمينة بالنأي عن هذه الآفة؟.

الاضطرابات النفسية والمجتمع المغربي

هناك دراسات ميدانية ومؤشرات كلها تشي بوجود معاناة نفسية متخفية بين معظم شرائح المجتمع المغربي، أحيانا تصل إلى أرقام مخيفة؛ إلا أن المفارقة أمام هذه الاضطرابات النفسية والمصابين بها هي "لامبالاة" أصحابها بما يعانونه، فيرونه ضربا من ضغوطات أعباء الحياة اليومية التي لا سبيل إلى مقاومتها سوى بالخلود للراحة، أو تناول قرص من الأسبيرين. ومن هذه الاضطرابات النفسية الميل إلى مجانسة ومضاجعة الأطفال، إما بمغريات مادية أو تحت الضغط والتهديد. ويستوي في هذه الإصابة الأطفال والمراهقون والشباب والشيوخ، وضحاياهم يعدون بعشرات الآلاف، رغم أنها تقبع بعيدا عن أضواء الإعلام، ومنها "الميديا" الشعبية، خاصة "وسائل التواصل الاجتماعي".

الهواتف الذكية في أيدي الأطفال !

في الظروف الراهنة، وفي ظل اكتساح تكنولوجيا التواصل لحياتنا الاجتماعية، صارت "موضة" أن يمتلك الأطفال وفي وقت مبكر الهواتف الذكية، التي جاءت لتحرمهم من تنمية قدراتهم الحركية وتفجير طاقاتهم في اللعب والمرح. إلا أن "خزانات" هذه الهواتف وبرامجها كثيرا ما تكون مقدمة أو بالأحرى الخلية الأولى لاجتذاب اهتمام الطفل بخصوص ظاهرة حيوانية أو بشرية، ومن ثم ينمو لديه إحساس خاص وميول إلى الجنس المماثل، وتزداد هذه النزوة لمعانا في ذاكرته كلما صادف الحديث عنها مفتوحا دون حواجز اجتماعية أو أسرية، فتترسخ لديه "كعادة مرضية".

المؤسسات التعليمية والوقاية من "البيدوفيليا"

أصبح من الضرورة بمكان دخول ظاهرة "البيدوفيليا" إلى البرامج والأنشطة المدرسية، لتشمل مراحل تمدرس التلاميذ، بدءا من الأولي فالأساسي إلى الثانوي، في اتجاه توعية وحمل الأطفال على اتقاء شرورها أو التعرض إلى مصائدها. ونعرض في ما يلي إلى أهم المداخل التربوية التي يجمل بالأساتذة سلوكها:

تقديم أشرطة قصيرة عن التداعيات الصحية لهؤلاء المرضى وضحاياهم من الأطفال.

مناقشة مضامينها وحمل التلاميذ على البحث عن صورها ومخاطرها.

التحسيس الدائم بمخاطر الظاهرة وسبل تحاشي مصائدها، حتى من أقرب الأقرباء، كالجيران أو سواق النقل المدرسي والأصدقاء والأتراب من الأطفال.

تجسير التعاون وتوثيقه بين المؤسسات التعليمية وأولياء التلاميذ.

مراقبة أنشطة الأطفال في تواصلهم مع الآخرين وكذا مواد هواتفهم.