على باب الله

الكهرباء كهرباءان: ضوء ينير و صعقة تقتل

المصطفى كنيت

الكهرباء كهرباءان: ضوء ينير  و صعقة تقتل.

و قد أراد المالكي  أن يضبط إيقاع " المناضلين"، ليس إرضاء لإدريس لشكر كما يعتقد البعض بإكرام اثنين من المقربين منه، و المحسوبين عليه حتى النخاع: عجاب و المزواري، و لكن بضمهما إلى جوق الذين يسخنون " الطعارج" لسحب البساط من تحت قدمي الكاتب الأول، أو على الأقل جعلهما كما في الكهرباء عنصر محايد أو سالب:  un neutre وهو خيط يمكن الإمساك به بآمان، لأنه يحتاج إلى une phase كي يصل التيار.

هذا ما فعل المالكي، سيحتاجان إليه دائما من أجل إشعال الضوء و لو في إطار " الريع" أو الربط بالشبكة خارج عداد النظام الداخلي و القانون.

أما بنشماش فقد تفادى معادلة المالكي، و رمى بأتباعه في قلب عاصفة رعدية مما جعلهم عرضة للصواعق التي تسقط العديد من القتلى في غز منزلة " السمائم".

هذا هو الفرق، لشكر يعتقد انه بلص مقربين منه اعترافا بولائهما له، و المالكي يعتقد انه " قتل " هذا الولاء بهذا التعيين، رغم أن الولاء ينبغي ان يكون أولا و أخيرا للوطن و الإخلاص لرموز الوطن.

أما بنشماش فيعتقد أنه تخلص من ثلاثة من " المخلصين" له بعد أن تخلص منه الحزب، و منهم أيضا، و عليهم أن ينتظروا المحاكمة التي قرر أن يقيمها لهم عبد اللطيف وهبي، الذي أمهلهم أسبوعا واحدا للانسحاب.

ما يريده المالكي هو أن يضبط إيقاع الحزب على نغمته، بعد أن أصبحت نغمة لشكر، مملّة ونشاز، و لا تستسيغها أسماع "المناضلين" أو ما تبقى منهم، لكنه نسيّ أن يستعين بـ "القانون"، فهو وحده يكفي لصنع الأنغام والإطراب أما "التعاريج" فيتجرأ على على الضرب عليها حتى الأطفال الصغار، في حفل عاشوراء قبل أن يكسروها أو يسلخوا جلدها أو يعلقونها، في أحسن الأحوال، فوق "لْماريو" في انتظار أي عرس أو حتى انتظار عاشوراء القادمة.