رأي

محمد أوزين: السرعة والتسرع

تدوينة

ملحمة جديدة، ثورة ملك وشعب متجددة، إستثناء مغربي فريد، نموذج مغربي متفرد، تدبير استثنائي للجائحة، إلتزام مثالي للمواطن، مجهود جبار، تضحيات جسام، كلها شعارات رددناها طوال أيام الحجر، وشعرنا بالفخر ونحن نبصم على وحدة الصف أمام وحدة الهدف. لم نقض على الوباء، ولكننا إنتصرنا في تدبير البلاء. حضرت الدولة وحضر الشعب وصنع المغرب تميزه. رفعنا القبة للحكومة، وصفقنا لإجرائها الاحترازي، وتدبيرها الأمني، وإستباقها الوقائي. ونبهنا لهفوات ونسيان و كبوات وزلات الحكومة. وتفهمنا ضيق الزمن، وإكراه الضغط، وعناد الوباء. 

 وفي صمت تكبد المواطن التضحيات، مستجيبا لنداء الوطن. إحتبس الأنين وراء الأبواب الموصدة، وشفع الإيمان للبلاء. ماشاء فهو قضاء. رفع الحجر، وأستعيدت الأنفاس، وتأكد العيد، وطلع البيان: لن تغادروا الوطن! هلل الكثير للقرار، وحزن البعض في صمت. ونفضت الفنادق الغبار عن منصات الإستقبال، هيئت المنتجعات، ورافقتها التعليمات: لا للتجمعات إلا للضرورة حتى نتجنب الآفات. طلع البيان شجعوا السياحة! كيف والجيوب منهوكة غير مرتاحة! يعود البيان وهذه المرة بدون سابق إنذار، يتوعد الجميع بالدخول ويمهل ستة ساعات للوصول. يقع الإرتباك، تعم الفوضى الطرق، وتزدحم المحطات، تتشنج النفوس، وتقع الحوادث. ويصبح الوباء أخف فتكا من السياقة على الطريق. 

جاء البيان كما جاء الوباء. الوباء قضاء وقدر والبيان فعل بشر. لن نجادل القرار، نستغرب فقط لارتجالية زعزعت النفوس والإستقرار! ماذا لو أمهل الناس نهارا؟ ماذا لو تركنا للناس مجالا؟ ماذا لو ضمنا للناس عودا سلسا؟  يتأكد الحق بالتأني والباطل بالتسرع. رفعنا القبة في البداية، فلا تخيبوا آمال الناس عند النهاية.