قضايا

بؤرة لقجع "الكورونية"

إدريس شكري

فرخت الجامعة الملكية لكرة القدم العديد من بؤر "كورونا" سواء في صفوف الأندية: لاعبين ومدربين وأطقم إدارية أو الحكام.

وكان من الممكن تفادي هذه البؤر، لو أن جامعة تُنفق الملايير من الدراهم سنويا، قررت تعليق البطولة إلى أجل غير مسمى، عوض أن تدخل في معركة "منح" اللقب لهذا الفريق أو ذلك، قبل أن تتراجع، بعد الانتقادات التي تعرضت لها فقررت  استئناف البطولة،  لتعمم انتشار "الفيروس" على فرق بأكملها، وعلى حكام استدعتهم إلى المركز الوطني للمعمورة، من دون احترام الإجراءات الاحترازية التي أمرت بها الدولة.

وعلى فوزي لقجع، رئيس الجامعة، الذي وصل إلى الرئاسة فوق جرار "البام"، أن يتحمل مسؤولية بؤرة الحكام، لأن انطلاق الدورة كان ينبغي أن يكون مسبوقا بتحاليل الكشف عن "كوفيد 19"، بحيث لا يُسمح بالحضور إلا لمن خضع للكشف، لمرة ومرتين وثلاثة... حفاظا على الصحة العامة، و تجنيا للفزع التي سببته الإصابات في صفوف المشاركين في الدورة و المخالطين لهم، والذين بدأت تظهر إصابات في صفوفهم كل يوم.

غير أن الذي يفكر بمنطق حسابي صرف، قد لا تهمه أرواح الناس، ما دام المباريات توفر الإشهار، ولو بدون جمهور.

إن بؤرة المعمورة، لا تختلف كثيرا عن بؤر اللاميمونة، وبؤرة طنجة و بؤرة أسفي، وبؤرة برشيد، لأن هاجسها الوحيد كان هو الربح المادي أو المعنوي،  لا صحة المواطنين، ولعل استئناف البطولة يصب في هذا الاتجاه، حتى لا تبور عملية البيع والشراء في اللاعبين، وصفقات الانتقالات الصيفية، وهلم جرا...

لقد اختار المغرب منذ البداية، وفق رؤية ملكية، حماية صحة المواطن أولا، من دون حساب الربح والخسارة الاقتصادية، غير أن الأيام أظهرت، فيما بعد، أن هناك بيننا من غلّب المصالح النفعية، مهما كان هذا النفع من غير أن يهتم بالجهود والتضحيات التي بدلها جنود الصفوف الأولى من أطقم طبية وأمنية وإدارة ترابية وجيش ملكي.