مجتمع وحوداث

الإسمنت يحول ساكنة دوار غينان بجماعة عين الشقف إلى جحيم والتصعيد يلوح في الأفق (وثيقة)

هشام التواتي

ثمانية وعشرون سنة بالتمام والكمال والمعاناة نفسها بالنسبة للمهجرين بسبب الإسمنت.
ثمانية وعشرون سنة دفع ثمنها الآباء والأبناء تهميشا وحكرة وحياة تفتقد إلى أبسط الضروريات: ماء وكهرباء وواد حار ومستوصف وطريق ووسائل نقل.
 ثمانية وعشرون سنة من الحكرة المقنعة بالتسويف والتماطل وسر حتى تولي، راك تما وغتبقى تما حتى تموت.
 كانوا أربعا وعشرينا أسرة في أربع وعشرين منزلا رحبا تم ترحيلهم ذات مساء من سنة 1992. كان مقررا توطينهم بالدكارات، حيث السوق الأسبوعي للسبت، فلم يتم الأمر، ليتقرر نقلهم وقتها إلى حي طارق، فحالت ظروف دون تحقيق المراد، فتم نقلهم الى رأس الماء المركز ليستقر بهم المقام في الأخير بدوار الزليليك العشوائي، حلل وناقش.
يرحل السكان من منازلهم وعوض توطينهم في تجزئة صالحة للسكنى ومتصلة بجميع المرافق الضرورية يتم للأسف، تحت جنح الظلام، وبفعل فاعل، التقليص من عدد المنازل المعنية بالترحيل، لتنتقل من 24 الى 20 منزلا فقط.
فمن يتحمل وزر هذا الفعل الشنيع؟ ومن ابتلع المنازل الأربعة؟ أين التعويضات التي وعد بها المرحلون؟ أين الوعود بمناصب الشغل في الإسمنت؟ أم أن الأمر كان مجرد طعم لتيسير عملية الترحيل القسري؟
فأي ذنب اقترفه الأبناء ليجدوا أنفسهم محرومين مثل آبائهم في الحق في العيش الكريم؟ لماذا لم يتم إحصاء البراريك (86) لدوار غينان في إحصاء 2011, 2013, 2015 ؟
لماذا استفادت ساكنة براريك الزليليك من إعادة التوطين؟ بينما تم حرمان أبناء المرحلين بسبب الإسمنت؟
من يتحمل المسؤولية في الإبقاء على مخلفات هدم براريك الزليلك، مع سبق الإصرار والترصد، أمام أنظار ساكنة دوار غينان؟ لماذا تصر الجهة المسؤولة عما حدث على التمادي في تجاهل المطالب المشروعة لساكنة دوار غينان؟
متى سيتدخل المسؤولون لإرجاع الأمور إلى نصابها؟ ولإعطاء حق الأبناء والأبناء في سكن محترم ينسيهم معاناة وحكرة 28  سنة في الظلمات بشتى أنواعها؟
الساكنة متشبثة بالحلول السلمية وتطرق أبواب المسؤولين مناشدة الإنصاف والعدل والتعويض عن حوالي ثلاثة عقود من الحرمان.
وفي حالة اصطدامهم بسياسة الآذان الصماء، يصرح أحدهم، " فسنسلك جميع الوسائل القانونية والمشروعة لاسترجاع الحقوق المهضومة، وسنسطر برنامجا تصعيديا مفتوحا على كافة الإحتمالات"