على باب الله

الرسائل المتبادلة... بين أخنوش وبنشعبون

المصطفى كنيت

يبدو أن "الود" قد هان بين أخنوش وبنشعبون، وأن أيام العسل قد انتهت، وأن الرجلان دخلا مرحلة لسعات النحل.

و أظن أن بنشعبون: "حكها وسكت" كما يقول المغاربة، لأنه يعرف جيدا أن "قرصة" بايتاس، هي مجرد قرصة صغيرة، في مسلسل "القرص"، لذلك قرر أن لا يرد عليها إلا بعد أن يدرك "السياق والمغزى".

وفي الحكاية الشعبية أن عنزة كانت تسير في الطريق يتبعها ذئب، وفجأة خاطبها: " قزبتك آمي المعزة تطير عليّ الغبرة"، فشرعت تسير على القارعة، فخاطبها: "خروج الطريق هو لي ما بغيناش".

غير أن أخنوش أخطأ عندما كلف بايتاس بهذه المهمة، وكلف شركته "إفريقيا غاز" بتوزيع الإشهار، الذي أوقفه منذ حملة المقاطعة، على الجرائد والمواقع، حتى تلتزم الصمت أو تغض الطرف على محاولة أكله "العنزة".

لكن ما لا يعلمه أخنوش، هو أن جلد الماعز قاصح، وأنه قد يسقط في أية لحظة بنطحة تيس.

و الأكيد أن بنشعبون، خرج من الجنب لأخنوش، ليس كمحاولة للتمرد، لكن في سياق القيام بالواجب والمهام المنوطة به كوزير، أظهر كفاءة عالية في ظل مواجهة أزمة "كوفيد"، وارتفعت أسهمه في بورصة الوطنية، حين لم يصطف إلى جانب "مصالح" أخنوش، في قضية كراء الحكومة لخزانات شركة "لاسامير"، ولما لا تأميمها، بعد أن ظهرت الحاجة ملحة لهذه المصفاة، التي كان أخنوش يتحين الفرصة لشرائها، ربما، بدرهم رمزي...

ولا أظن أن بنشعبون سيتخلى على وداعته ورزانته وسينجر إلى هذه اللعبة، و قد لخص جوابه على أخنوش في عبارة واحدة: " أما المضمون فلن أرد عليه".