قضايا

مريض أ و جرحي ما عندو دوا

ادريس شكري

احدث الاعلان عن تأسيس جمعية للنشر والإعلام شرخا في حائط الصحافة القصير جدا، و يؤشر الى مزيد من التفرقة في جسم تسكنه العلل و تنخره الأمراض و لا ينفع كل  مال قارون لعلاجه.و كما غنى عبد الهادي بلخياط: " امريض أوجرحي ما عندو دوا".
ووصفة20  مليار سنتيم، حتى و إن كانت  تسعف الكبار على مواصلة العيش في غرفة الانعاش، فإنها تفاقم، بالمقابل اختناق الصغار، ليس في الكفاءة ولكن في الامكانيات، و الذين بدأوا يحسون بالحاجة الى التنفس الاصطناعي، غير ان الوزارة لم تلتف الى حالهم،  بمبرر قلة الأقنعة و ارادت أن تتعامل معهم بمنطق "مناعة القطيع".
 و على رأي المثل: " جا يداويه طبو".
فعوض ان تقوم الوزاة بتشخيص الداء و البحث عن الدواء في اطار عقد - برنامج واضح: " سبقت العصا على  الغنم" و منحت جمعية تم تشكيل مكتبها، و لم تودع حتى ملفها لدى السلطات المختصة، كل ذلك المبلغ بحضور والد الوزير:  سي عبد الله فردوس.
اخلاقيا كان ينبغي ان ينأى الوزير بوالده عن هذه القضية، لأنه مدير جريدة ورقية و موقع الكتروني ومطبعة..
لكن سي عبد الله اصر ان يظهر في الصورة، وخرج، بعد ذاك،  سي الدلمي الذي باع كل اسهمه في مجموعة "اكو ميديا" ليجلدنا ببلاغ، يعلن فيه انه لا يريد ان يرد... رغم ان الأمر يحتاج الى الكثير من التوضيح.
فالغموض يلف الحقيقة، لكن النزاهة الفكرية تقتضي البلاغة.
طبعا نحن لا نعارض منح الزملاء راتب ثلاثة اشهر،  بعد ان تعرضت اجورهم للاقتطاع و توصل أغلبهم بتعويضات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
لكن من حق الذي سيحصل على 1 مليار سنتيم في ثلاثة اشهر كأجور  فقط ناهيك عن المطبعة و الاذاعة ان يختار الصمت، حتى يتم تحويل الأموال الى الحساب.
و سيذهب سي الدلمي بعد ذلك ليستريح، و الإعلام الى الجحيم.
انها مغامرة ستجعل قطاعا بأكمله فوق فوهة بركان، بعد ان اختارت الحكومة إغناء الغني و افقار الفقير، ناسية المثل الشعبي: "العود لي تحكريه يعميك".
 لقد تحلل سي الدلمي من كل التزاماته الاخلاقية ازاء فيدرالية الناشرين و المجلس الوطني للصحافة، في لحظة يستعد فيها لمغادرة القطاع، و حاول ان يوهمنا - بحضور لقجع- ان الفلوس موجودة، ناسيا ان المال لا يصنع الاعلام... الصحافة تصنع مجدها الأقلام.