قضايا

اليوبي يتصدر "الطوندونس" المغربي كنجوم الغناء والفكاهة...

إدريس شكري

أعفت وزارة الصحة المواطنين من طرح سؤال من سيقدم الحصيلة اليومية للإصابة بفيروس "كورونا".

لقد وضعت وكالة المغرب العربي للأنباء التي كانت تنقل الندوة، في السادسة مساء من كل اليوم، حدا للبث، وعادت إلى مهامها العادية، بعيدا عن الأرقام التي تفزع الأفئدة.

لن يبحث "المعجبون" باليوبي عنه... لقد توقف عداد "الطندونس" عن احتساب المشاهدات، ولن يطلب أحد من "المكَانة إعادة القراءة، كما يلح المواطنون على ديناصورات توزيع الماء والكهرباء وتدبير التطهير السائل بالمدن الكبرى: "ريضال"، "ليدك"، "أمانديس".

لقد تناوبت على الندوة العديد من الوجوه أبرزهم محمد اليوبي ( مدير مديرية الأوبئة في وزارة الصحة)، الذي اختفى فجأة عن الأنظار، بسبب خلاف له مع الوزير، خالد أيت الطالب، وهو ما جعل "المعجبين" به يجعلون من " الحبة قبة"، ويشرعون في التباكي على حيطان الضريح.

الأيوبي وغيره، مجرد أسماء، عابرة "ما أنزل الله بها من سلطان"، رغم أن مدير الأوبئة، لم يرض لوجهه أن يختفي من الشاشة، وقرر الخروج إعلاميا يتوعد بالخوض في تفاصيل الخلاف مع وزيره، خالد أيت الطالب، بعد "رحيل" الجائحة، و هو ما جعل الرأي العام يتابع عن كثب "الحروب" الصغيرة الدائرة في ممرات الوزارة، وهي حروب لا يحكمها "وازع مهني"، بل أنانية مفرطة، جعلت اليوبي يتقدم الصفوف الأمامية، ويبحث عن احتلال مراتب متقدمه في "الطوندوس" المغربي، كنجوم الغناء والفكاهة، وليس كمدير "كبير"، في وزارة تُعْنى بصحة المغاربة

ويبدو أن اليوبي أصابته نوبة غرور، و بالغ في الطموح إلى حد أنه أصبح يمني النفس بالاستوزار.

و رغم أن الظرفية تقتضي أن يلتزم اليوبي الصمت، عوض التشويش على المجهود الوطني لمحاربة "كورونا"، اختار الخروج إعلاميا، من دون مراعاة لتراتبية التي تفرضها السلالم الإدارية، وقرر أن يصوب سهما في اتجاه الوزير، المسؤول على القطاع.

وأمر طبيعي جدا أن يعاني الوزير من كل تلك الهجمات، لأن الأحزاب، لم تهضم أن يتحمل تقنوقراطي حقيبة وزارة "غير سيادية"،ظلت دائما تبسط عليها يديها، وكانت لها فيها مآرب أخرى.

وإذا كان الوزير يتوفر على كفاءة "تقنوقراطية" جعلته يخوض مقابلة صعبة في مواجهة "كورونا" من دون أن يحظى بأي دعم سياسي من الأغلبية التي كانت تضع عينها على هذه الحقيبة، لولا تلك السقطة المعلومة من النافذة، في عاصمة سوس طبعا.

وإذا كان أيت الطالب نجح في اللعب والاحتفاظ بالكرة والتسديد نحو مرمى الخصم، فإن دفاعه ظل يعاني من ضعف في التغطية ، وحتى بعض اللاعبين الذين استقدمهم ( الكاتب العام) تركوا مسارب كثيرة لـ "الخصوم".

و أتمنى أن لا يكون درس "كورونا" بالنسبة لوزير كفء في مجاله مجرد تمرين تقني، بل أيضا بداية تشكيل حدس سياسي لإدارة الأزمات.