كتبت ناشطة مغربية على حسابها بمواقع التواصل الاجتماعي، تعليقا بسيطا على ملصق المجلس الوطني للصحافة الذي يحث المغاربة على دعم الصحافة الوطنية، وقالت "الصورة لا تمثلني".
التقاط الناشطة لدلالات الصورة التي تصدرت الملصق، كان بنفس التقاط عدد من المهنيين للخطأ نفسه، الذي وقع فيه مصمم الملصق والمؤشر على مروره ونشره وسط المغاربة، وخاصة المغربيات اللواتي وجهت إليهن الدعوة بدورهن لدعم الصحافة الوطنية المغربية، لكن بصورة سيدة خليجية كما لو انقطع دابر النساء المغربيات الجميلات والعاقلات والرائعات.
أكيد أننا لن نسير بمحاذاة تجريم الفعل، لكننا نركز على إدانته من حيث المبدأ وفي هذه الظرفية بالضبط، ناهيك عن إغفال ملايين النساء المغربيات واعتماد صورة مستوردة من الخليج.
الحق كل الحق مع نسائنا أن يغضبن من مؤسسة تمثل سلطتهن الرابعة، الحق كل الحق معهن في الاستنكار والمطالبة بتصحيح الوضع، وسحب الملصق وتعويضه بما يعكس الروح والملامح والحضور المغربي.
كما أن الاعتذار في مثل هذا المأزق، هو أبسط ما يمكن الخروج به إلى الملأ لمحاولة مسح إهانة بينة وواضحة للمرأة المغربية، في ملصق مغربي أصدرته مؤسسة وطنية، وتضمن تفاصيل لا علاقة لها بالمغرب.
وحتى إن تجاوزنا عتبة اللوم، فلن نتجاوز العتاب المهني الذي يحمله الصحافيون والصحافيات المغاربة، وهم يبحثون عن الدعم المعنوي والمادي من المواطنين، بالتجاوب مع منشوراتهم وقراءتها والإطلاع عليها والإدمان عليها برفقة فنجان قهوة أو كأس شاي.
المسألة تبدو في ظاهرها عابرة، لكنها تحمل تساؤلات جوهرية، أول هذه التساؤلات، من يشرف على مثل هذه المنشورات ومحتواها والتدقيق في مضامينها سواء كانت كلمات أو صور... وكيفما كان الجواب، فإن الزلة أكبر من أن يتم احتواؤها بباقة ورد أو كلمة طمأنة أو عبارات تقدير للنساء المغربيات..
المسألة يجب احتواؤها بإعادة الاعتبار لصورة المرأة المغربية، في الصحافة الوطنية، عبر مثل تلك الجلسة المريحة على أريكة وثيرة وفنجان القهوة إلى الجانب وامامها الجريدة، وليس فقط صورة الإشهار التي تحيل المرأة المغربية على "صبانة أو عجانة" أو تبحث عن الفوطة الصحية..