قضايا

بعض "خبراء" كورونا مقالاتهم أشبه بالكوابيس ويقطعون لذة الحلم

رشيد لبكر

قرأت اليوم مقالا بموقع "هسبريس" لأحد " الخبرا" يقدم فيه قراءته لكيفية تعامل المغرب ما جائحة كوفيد، استخلصت منه فكرتين اساسيتين  ركز عليهما الخبير صاحب المقال، وهما أن هناك هناك احتمال  الاصابة بانتكاسة تؤدي إلى موجة ثانية للمرض أكثر فتك، والثانية أنه استدل على تنبؤه هذا بجائحة إسبانيا التي غزت العالم في 1917 وأودت بحياة الملايين..
 في الحقيقة، أن هذا الخبير، ينطبق عليه المثل القائل: فسر الماء بعد جهد بالماء... لأن مقاله لم يضف شيئا جديدا، وكل هذه المعلومات باتت معروفة ومعلومة لدى الخاص والعام.
أما استشهاده بالجائحة الإسبانية، فمردود لاختلاف السياقان على أكثر من صعيد... ويمكن ببحث صغير عبر محرك البحث العثور على كم الدراسات التي أثبتت الاختلافات القائمة والتي لا تستقيم على ضوئها أي مقارنة بين عالمي 1917 و 2020..
بيد أن ما يهمني من هذا كله، هو هذا التشاؤم الجاثم على ذهن وفكر "خبرائنا" الذين لا يفرحون بما تحقق ولا يتركوننا نفرح على " خاطرنا"... مقالاتهم كالكوابيس التي تقطع لذة حلم جميل في ليلة دافئة... الناس في أوروبا كانت لديها الإصابات بالألوفات والوفيات كذلك، ومع ذلك نراهم فرحون مبتهجون بهذا الانعتاق وتتطلع إلى المستقبل بتفاؤل و فرح، و نحن الله يسترنا ويستركم يستكثرون علينا الفرح، ويتعاملون مع الوضع وكأننا ما زلنا في بداية الجائحة، بل توشك البلاد أن تدخل معهم في موجة وسواس قهري عام...ياكا أودي لا باس..
الذي اثلج صدري صراحة هي  التعليقات التي رد بها القراء على صاحب المقال، ف "الصراحة الزغيبي كال ما كال الطبل وما نساو فيه غير اللي انساو"، وبانوا بعض القراء متقدمين في معلوماتهم عن خبيرنا هذا، وظهر  عبر هذه العينة البسيطة من الردود، أن المغاربة عياوو بصح. ويكاد أن يقتلهم الرعب والقلق، واصبحوا تواقين لفسحة تمسح عنهم الغم و الهم وتفتح بابا لشم الهواء ومعانقة الفضاء الرحب... لكن، كلما لاحت بارقة أمل..."خرجو" تعليقات الخبراء وتصريحات الفهماء لرد عقارب الساعة إلى الوراء،  وبإصرار عجيب على تعكير الأجواء وترهيب الأمزجة، وكاين حتى شي كتبة وملصقين، يتصيدون بالمنظار كل جائحة ونائحة ومنكدة لإلصاقها على حيوطهم..
نعم الاحتياط واجب، راحنا عرفناها وهضمناها، ولكن رخفو على عباد الله شويا... بشروا ولا تنفروا... واعلموا رحمكم الله، أن  تخويف المسلم " اي تخليعه" حرام...وأن إدخال البهجة والسرور على عباد الله فيه حسنة...وأن سيدي ربي يتقول على لسان سيدنا رسول الله: " أنا عند حسن ظن عبدي بي"...وباركا من التفعفيع راكم اخلعتونا...و اطلقوها أطلق الله " البشاشة" في جوهكم ... غيروا الحبر الأسود  الله يرحم الوالدين..