على باب الله

الريزو والفورفي

المصطفى كنيت

في ماذا ينفع "فورفي"  شركة "اتصالات المغرب"، إذا كان "الريزو" ضعيفا أو منعدما، ويضطر المواطن إلى حمل هاتفه والتنقل بحثا على التغطية لإجراء مكالمة أو استقبال رسالة نصية قصيرة (SMS).

في ظل جائحة "كورونا"، ظهر أن الفاعل التاريخي في قطاع الاتصالات، فقد كل الحماس في توفير خدمات التي تجلدنا بها وصلاته الإشهارية، فقد ظهر الفاعل الأول، الذي يخل بقواعد المنافسة الشريفة إزاء منافسيه، باهتا بعدما فشل في توفير "الريزو" لسكان المناطق النائية وحتى القريبة من العاصمة، مما اضطر مواطنين إلى قطع عشرات الكيلومترات من أجل الوصول إلى أماكن تتوفر على التغطية سواء لإرسال طلباتهم لرقم 1212 أو لتلقي أجوبة لجنة اليقظة الاقتصادية عنها.

و تكفي صورة ذلك الشاب الذي ظهر يستظل بظل شجرة و قد أحاط به عشرات الهواتف، لتوقيف إدعاءات شركة تراكم كل سنة ملايير الدراهم من الأرباح من دون أن تساهم في فك عزلة "الهاتف والأنترنيت" عن المواطنين، و لم تساهم في دعم صندوق الجائحة إلا بمبلغ غرامة قضت بها المحكمة التجارية كتعويض لشركة منافسة، اختارت أن تتنازل عنها.

لقد وصلت الطريق و الكهرباء والماء إلى أغلب المناطق، لكن "الريزو" الذي، لا يتطلب إلا وضع أجهزة لاقطة، لم يصل، ربما لأن الشركة لا تريد أن تشغل نفسها بأولئك الذين يعبئون 5 دراهم في الأسبوع، ولا يستهلكون منها إلا دقيقة أو دقيقتين أو ثلاثة، بعد بحث مضني عن "الريزو"، قبل أن تبتلع الشركة الرصيد المتبقي بعد انقضاء أسبوع فقط.

معاناة المواطن في البوادي مع "الريزو" تقابله معاناته مع صبيب الأنترنيت في المدن،  حيث يعاني المواطنون الأمرين في العديد المناطق الحضرية كسلا الجديدة وتامسنا، وما عليك إذا أردت حل هذه المعضلة إلا البحث عن الربط بالألياف البصرية باشتراك شهري يبدأ من 500 درهم... هكذا

وحتى في عز جائحة "كورونا"، وفي ظل الحجر الصحي، رفضت الشركة التجاوب مع نداءات الموطنين، على الأقل، لتمكين التلاميذ من متابعة الدراسة عن بعد.

و يبدو أن شركة "اتصالات المغرب" آخذة في التراجع، رغم أعداد المشتركين الضخم، الذي لم يعكس حقيقة المشتركين بالفعل، و لن تقدر على الاستمرار في الصف الأول، بعدما أعلن الآلاف من المواطنين استبدالها بعد رحيل الوباء، وعودة الحياة إلى طبيعتها.

أولم يقولوا قديما: " تبدال المنازل راحة"...