مجتمع وحوداث

"كفى بريس" كشفت الموضوع... اخراج الاليات ليلا من مقلع للأحجار فتح وسط أراضي فلاحية بالمنصورية (صورة)

عبد الكبير المامون


مباشرة بعد نشرنا مساء الاربعاء 20 ماي الجاري في "كفى بريس" لمقال ثاني حول مقلع للاحجار تم فتحه مؤخرا وسط أراضي فلاحية بالمنصورية، علمنا أن السلطة المحلية بباشوية المنصورية قد كلفت صبيحة الخميس عونا لها مقدم بحراسة المقلع ومراقبة ما يجري به طيلة النهار، لكن المثير للاستغراب وما يطرح أكثر من تساؤل ومن علامة استفهام حول الموضوع وما يجعل الشبهات تحوم أكثر وبقوة حول هذا المقلع العشوائي، الطريقة الغريبة التي تمت بها ليلة الخميس 21 ماي الجاري  عملية اخراج أو "تهريب"  الآليات التي كانت تشتغل بالمقلع ليلا رغم حالة الطوارئ الصحية التي تعيشها بلادنا، واذا كانت الاليات تم اخراجها او "تهريبها" ليلا، فهل الكميات الكبيرة جدا كما عاينا و التي تم طحنها من الاحجار هي الاخرى سيتم اخراجها ليلا والتصرف فيها تتساءل مصادرنا؟ وهو ما يتطلب فتح تحقيق للوصول للجهة أو الجهات  المتورطة في الموضوع والتي سمحت بإخراج هذه الآليات ليلا في ظل حالة الطوارئ التي تعيشها بلادنا، بعدما سمحت في وقت سابق بفتح هذا المقلع دون الحصول على ترخيص قانوني.
جاء ذلك بعدما شوهد عصر الخميس 21 ماي الجاري حوالي (الخامسة) مساءا خروج بعض الأشخاص الذين افادت مصادرنا ان لهم علاقة بالموضوع من مقر باشوية المنصورية حيث كانوا في اجتماع مع الباشا ومن بينهم صيدلي بالمنطقة تربطه علاقة وطيدة مع احد مسؤولي شركة "ليديك" بالمحمدية، واحد موظفي المصلحة التقنية بالجماعة.
وكنا قد علمنا أن مسؤولي الجماعة الترابية المنصورية قد اوفدوا بداية الاسبوع الجاري موظفا تابعا للمصلحة التقنية للجماعة للمقلع المشار إليه في المقال للوقوف على حقيقة الأمر من أجل اتخاذ المتعين في الموضوع الذي كشفت عنه كفى بريس، هذا في الوقت الذي لازالت فيه السلطات الاقليمية ووزارة التجهيز والوزارة المكلفة بالبيئة تلتزم الصمت ولم تحرك ساكنا رغم خطورة الموضوع، مما أصبح معه الأمر يتطلب التدخل العاجل للسلطات المركزية للكشف عن الحقيقة حتى لو كانت الآليات قد تم سحبها أو "تهريبها" ليلا لكن آثار "الجريمة" لازالت بمسرحها.
مقلع للاحجار نبت مؤخرا وسط أراضي فلاحية بالتعاونية الفلاحية العالمية رمز ف 1 بالجماعة الترابية المنصورية بإقليم ابن سليمان، وهو ما أصبح يهدد بكارثة بيئية جديدة بالمنطقة، وهو ما كان يفرض تدخلا حازما وعاجلا من طرف السلطات الاقليمية ومسؤولي وزارة التجهيز والوزارة المكلفة بالبيئة للوقوف على حقيقة ما يجري بهذه المنطقة الفلاحية الخصبة ولمعرفة الجهة أو الجهات التي سمحت بفتح هذا المقلع وتغاضت عن الاشغال الكبيرة الجارية به.
الجهة أو الجهات التي قامت بفتح هذا المقلع تقوم حاليا وكما عاينا خلال زيارة للمنطقة الأحد الماضي 17 ماي الجاري بعد تلقينا لشكايات من بعض المواطنين، باستخراج الأحجار بكميات كبيرة والقيام بطحنها بواسطة آليات واستخراج مجموعة من المواد منها التي تستعمل في عمليات البناء، هذه الجهات قامت بإصلاح وتهييء مسلك طرق يخترق دوار العالمية في اتجاه الطريق الوطني رقم 1 لعبور شاحناتها والياتها مع العلم ان الطريق رقم 3304 الرابط بين الطريق الجهوية رقم 323 والطريق الوطني رقم 1 لا تبعد إلا بأمتار قليلة من المقلع المذكور مما يطرح معه أكثر من تساؤل حول الهدف من وراء إصلاح هذا المسلك الطرقي؟     
وكنا قد علمنا أن جماعة المنصورية لم يسبق لها أن رخصت باحداث اي مقلع بالجماعة، فيما لم تستبعد بعض المصادر بعد طرحنا للموضوع أن تكون الشركة التي تقوم حاليا بإنجاز صهريج مائي بالمنطقة و التي سبق لها عبر تفويض من الجماعة أن قامت بمسطرة نزع الملكية للأرض، هي من قامت بفتح المقلع لاستعمال المواد المستخرجة منه في عملية بناء الصهريج، و حتى لو كان الموضوع كذلك فإن هذه الجهة ملزمة بالحصول على ترخيص طبقا للقانون المنظم ومنشور رئيس الحكومة، وهو مالم يتم احترامه من طرف هذه الجهة.