على باب الله

نريد وزير صحة يقدم الوصفات ووزير تجارة يصنع الكمامات وزير مالية مجرد محاسب فقد تعبنا من سياسة تُنظر وكلام لا يُعبّر

المصطفى كنيت

لا يريد المغاربة الآن التفكير في مستقبل المسار الديمقراطي، سنترك هذا  الأمر للسيد عبداللطيف وهبي وحده، يرسم فوق الماء وحده، ويقطع الواد وحده، وعندما انشفو رجليه يعتلي منصة الخطابة ويقدم لنا البيانات.

وحده يضع الجداول والخطاطات، و يتخيل صناديق اقتراع، و يضع العلامات على  أوراق التصويت.

أما إدريس لشكر فسيتكلف بالتفكير في وضع خطة إنقاذ عالمية لما بعد "كورونا"، و يرافع، ببذلته أو بدونها من أجل إقامة نظام عالمي جديد.

يا سلام.

كلهم يفكرون في ما بعد "كورونا" يحملون مشاريع يخبئونها تحت إبطهم، حتى لا يطلع عليها المكتب السياسي للحزب، فيسرق أعضاؤه الناقمون، الذي يتختلون لهذا الكنز الثمين، الأفكار المستقبلية التي ستقوم عليها ديمقراطية جديدة، ونظام عالمي جديد، بعيدا عن ترامب وبوتين وجين بينغ وأمبراطور اليابان، من دون حاجة إلى القارة العجوز طبعا.

ومن دون حاجة إلى رئيس فريق، مُقال أو مُعين، فالسيد الأمين العام هو الرئيس الفعلي لنواب زعم بعضهم أن توقيعاتهم تعرضت للتزوير، فعن أين استحقاقات نتكلم في ظل هده فضيحة ؟

ما يريده  المغاربة اليوم فقط، هو  مستشفى ومصحة، و ما يهمهم فعلا هو عدد المصابين والجوعانين، وأعداد المستفيدين من الدعم، وعدد الكمامات التي يتم تصنيعها كل يوم.

ما يريده المغاربة هو عدد الوصفات الطبية التي يقدمها وزير الصحة، والقفف التي تقدمها مؤسسة محمد الخامس للتضامن فقط، أما تلك التي توزعها الجماعات، فلا نريدها، لأنها ستتحول، في الغالب، إلى أوراق في صناديق الاقتراع. 

 ونريد أن يصبح وزير المالية مجرد محاسب

نريد أن يصبح الوزير الصناعة والتجارة مجرد صانع كمامات.

لأن هذا ما نحتاجه في هذه اللحظة.

وهذا هو التعاقد الاجتماعي الوحيد الذي نفكر فيه في زمن الحجر الصحي.

لا نريد حوارا سياسيا عميقا أو عقيما تحت قبة البرلمان أو في الندوات عن قرب أو عن بعد.

لا نريد الذين يعتلون منصات الخطابة من أجل جلدنا بالكلام، بل الذين يلوذون بالصمت ويسهرون في الميدان.

فقد أتعبتنا السياسة، التي تنظّر.

وأتعبنا الكلام الذي لا يُعبّر.