على باب الله

لا عين شافت لا قلب أْوجع

المصطفى كنيت

أخيرا اطمأن قلب إدريس لشكر، وارتاح، و نام هانئا مطمئنا البال، و انفرجت غمته، وأساريره أيضا.

فقد  طمأنه رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، بالاعتراف الجماعي بقانون "تكميم الأفواه".

وسيجبد  للوزراء أذانهم، كما يفعل المعلم بالتلاميذ، أمام إدريس لشكر، ليقروا أنهم شركاء في صنع الكمامات.

هذا ما قرأت، و قد سعدت كثيرا لاطمئنان سي إدريس واعتراف سي سعد، فعلى الأقل لن يتحمل وزير العدل محمد بنعبد القادر وحده هذه الجريرة أو "الحريرة".

و لهذا السبب بالذات سيواصل حزب القوات الشعبية مهامه في الحكومة، و لن يغادرها مهما حصل، سيظل حريصا على حمل حقيبته الوحيدة، ولن يترك حزب العدالة والتنمية وحده، حتى لا يستفرد به "البام" الذي يضع نصب عينيه التحالف معه، اليوم أو غدا أو بعد غذ، فجميع الأحزاب أصبحت واحدة.

ولن يترك  لشكر  لخصمه وهبي، صديق بنكيران، هذه الفرصة، فهما زميلان في المهنة، خصمان في السياسة، وعلى رأي المثل الشعبي: " زوج لفاع ما يسكنوش في غار واحد".

ولن يعقد المجلس الوطني للحزب، ولو عن بُعد، اجتماعا لتدارس إشاعة الخروج من الحكومة، التي أطلقها الخصوم، فالاجتماعات ممنوعة في زمن "كورونا"، والمناضلون يحتاجون إلى رخص استثنائية للتنقل بين المدن، ولن تمنحها لهم السلطات المختصة، ولن يغامروا بخرق حالة الطوارئ، لذلك من الواجب الاستمرار في الحكومة، ولو بوزير واحد، زعموا أنه جمّد نشاطه في الحزب، بمجرد أن حمل الحقيبة، حتى لا يصبح في حالة تنافي، ربما.

 ولا أدري إن كان الوزراء يجمدون نشاطهم في الأحزاب التي ينتمون إليها بمجرد تعيينهم وزراء، لكن سي بنعبدالقادر اتخذ هذا القرار أو لشكر قال هذا الكلام، و هي سُنة حميدة تجعل الأحزاب لا تتحمل وزر أخطاء وزرائها.

لكنني أتعجب أن يجمع العثماني بين رئاسة الحكومة والأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية وأخنوش بين تلك الحقائب الكثيرة ورئاسة التجمع الوطني للأحرار، وباقي الوزراء أيضا، وأتساءل لماذا بنعبد القادر وحده اتخذ هذا القرار الخطير وقطع صلته بالحزب، ولكنه حافظ على شعرة معاوية، وعيّن ابن الكاتب الأول، إدريس لشكر رئيسا لديوانه في الوزارة، الذي لا شك أنه اطلع على قانون تكميم الأفواه"، وأخبر والده به.

 والده وحده وليس الحزب، غير أن سي إدريس عمل: " لا عين شافت لا قلب أْوجع".

ولا بأس أن نصلح " الجُرة" التي تناثرت أشلاؤها على صفحات الفايسبوك، بإعفاء بنعبد القادر من مهامه، و تعويضه بسي إدريس من دون حاجة إلى عقد المكتب السياسي أو المجلس الوطني لكي يبقى الحزب في الحكومة للدفاع عن حكومة العثماني ضد "حكومة" بنكيران، وأصدقاء بنكيران...