على باب الله

لماذا تركتم الوزير بنعبدالقادر وحيدا وهل تتركون زميله أمزازي عرضة لـ " الاغتيال"؟

المصطفى كنيت

لماذا تركتم الوزير بنعبد القادر وحيدا؟

لماذا تبرأ منه "المناضلون" و "الرفاق" و"الإخوان"؟

لماذا تركوه في مواجهة "القوات الشعبية"، التي أرادوا تكميم أفواهها، والرمي بها في غياهب السجون، سنة، اثنتان أو ثلاثة؟.

لماذا غللتم يده إلى عنقه، وقررتم رميه من نافذة طائرة الحزب والحكومة، وشحذتم سكاكينكم،  لتقديمه قربانا للرأي العام، بعد أن وزعتهم دمه بين الأحزاب، وتدافعتم لإدانة مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، بأعين مفتوحة؟

لماذا شنقتم "التضامن الحكومي" في ساحة الإعدام؟

وتنكرتم لمشروع صادقت عليه الحكومة في 19 من مارس الماضي... نفس الرقم الذي يحمله "الفيروس"، واتفقتم على تشكيل لجنة لدراسة تتكون من 3 وزراء؟

وقال رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، في ذلك الاجتماع: " هاذ المشروع خصو يخرج"، والعهدة على الراوي ( موقع "كود").

و بالفعل، خصو يخرج، لا لحماية الشركات الكبرى من المقاطعة، ولكن كي لا نرى مراهقا يهدد وزيرا بـ "الاغتيال".

هل يستطيع أحد اليوم أن يوفر لأمزازي وكافة المواطنين الحماية من طيش شبكات التواصل الاجتماعي والبث المفتوح؟

من حق المواطن أن يقاطع البضائع والسلع و كل أنواع العطور و ماركات الأحذية والساعات الفاخرة، وممثلات "البورنو"؟

لكن ليس من حق أي مواطن أن يهدد مواطنا بالاغتيال أو أن يفتح حسابا وهميا، بدون هوية، من أجل معاكسة الفتيات الجميلات، اللواتي تطلع صورهن في صفحات "الفايسبوك" أو التحرش بهن، في تعليقات تنهش من حقهن في استعمال الفضاء، أو التجسس على مستعملي هذه الشبكات أو سرقة الحسابات.

مشروع القانون، الذي أعده وزير العدل... تبرأ منه أخنوش في بلاغ "ناري"، هكذا وصفته تلك المواقع، رغم أن لا أحد يعرف، كما قال أبو العلاء المعري:

أبكت تلكم الحمامة أم غنت ... على فرع غصناها المياد

لقد تعب أخنوش كثيرا من المقاطعة، فقرر أخيرا الانضمام إلى صفوف المقاطعين، في سياق التحضير لـ "مغرب ما بعد كورونا"، أما لشكر فلا شك أنه كان على اطلاع على المشروع، فابنه هو رئيس ديوان بنعبد القادر، القادم من الفلسفة، و يحتاج إلى "خبرة" رجل القانون، الذي ليس سوى الكاتب الأول لحزب تبرأ منه الكثير من "المناضلون".

وعلى الذين يدعون إلى سحب القانون أن يحلوا هذه المعادلة الجديدة/ القديمة التي صاغها هذا المراهق المتهور، و يرسموا حدود "حرية التعبير" بين المقاطعة والاغتيال.

وعلى الجميع إزاحة الكمامة للإجابة عن هذا السؤال.