على باب الله

حين يصبح "الكفر" بشرب "بول البعير" إلحادا

المصطفى كنيت

كل من يرفض شرب "بول البعير"، فهو ملحد.

وكل من ينكر " وصفة"  الدكتور الفايد فهو ملحد.

وكل من يؤمن بالعلم فهو ملحد.

 فالإيمان بـ "معجزات" الدكتور الفايد، هو السبيل الوحيد إلى الله، فهو المنقذ من الضلال.

وكم أصابني من الذهول عندما قرأت بالبنط العريض هذا العنوان على موقع "أخبارنا" :" بعد جره إلى القضاء...تضامن كبير مع الدكتور "الفايد" والآلاف يوقعون على عريضة مساندة له ضد "الملحدين"".

وهكذا أصبح كل ذي عقل سليم ملحدا.

 إنه السلاح الوحيد الذي يخوضون به المعارك الوهمية التي يحشرون أنفسهم فيها، لمجرد أن مواطنين، صرخوا في وجه "الفايد": " اتق الله في الطب"، فاعتبر مناصروه في تلك الضفة التي ينطق باسمها، أن ما يتعرض له: " ما هو إلا حملة مقصودة من طرف "لوبيات الطب" و"أقلام الإلحاد" تهدف إلى تشويه سمعته وإسكات صوته بعدما بدأ يسحب البساط من تحت أقدامهم"( على حد تعبير الجريدة الإلكترونية").

طبعا من دون أن يحددوا  أي بساط يتكلمون عنه، هل هو وصفة شرب "بول" البعير أم أكل "روث" الناقة لعلاج الأمراض أم هل هو سحب رخصة الإفطار التي منحها الله لعباده المرضى والمسافرين منهم؟

لا أعرف للدكتور الفايد مقالات نشرها في مجلات علمية محكّمة، و لا براءة اختراع دواء لعلاج مرض،  كل ما أعرفه عنه، هو نصائحه في مجال التغذية، التي يبثها عبر قناته على "اليوتوب"، وهي نصائح مقبولة مادامت تستند إلى خبرة رجل في مجال تخصصه، لكن "الفايد" تجاوز الحدود، حتى تلك وضعها الله، وظلم نفسه، حين قدم وصفة لعلاج فيروس يفتك بالأرواح كل يوم، من دون أن يدعم كلامه، وإنْ كان يتحدث بيقين، بأية حجة، إلا القسم بأغلظ الأيمان، رغم أن الله سبحانه وتعالى نهى عن ذلك: " ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم".

"الفايد" مجرد بشر، و لكن محترفي الدجل والشعوذة والتداوي بالأعشاب يصرون على جعله  "رمزا" لمعركة كاذبة فاختلقوا لأنفسهم معسكرا من "الملحدين" يقاتلونهم باسم الإيمان، في محاولة لتحويل الأنظار عن صلب القضية، والتي لا علاقة لها بالإيمان والإلحاد، بل بالعلم والجهل.

مهما كانت وصفة"الفايد"  لمعالجة "كورونا" ( إنْ كان له وصفة أصلا) فهي لحد الآن لم تعاف مصابا، ولم يُعترف بها كبرتوكول علاجي، كما حدث مع وصفة البروفسور رِؤول.

وفي المأثور: "جاء أعرابي إلى أمير المؤمنين علي ( رضي الله عنه) فقال :
اني مأخوذ بثلاث علل: علة النفس وعلة الفقر وعلة الجهل
فأجابه علي (رضي):
يا أخا العرب : علة النفس تعرض على الطبيب، وعلة الجهل تعرض على العالم، وعلة الفقر تعرض على الكريم....".

فاختاروا عمّن تعرضوا عللكم؟