على باب الله

زعماء أحزاب في حصة "روتيني اليومي" خلال فترة الحجز الصحي

المصطفى كنيت

لا يحتاج المغرب إلى حكومة وحدة  وطنية، فالحكومات تفرقنا، والأحزاب تفرقنا، وهي في حاجة إلى رص صفها الداخلي أكثر منا، وتنقية باب دارها، قبل أن ترفع هذا الشعار.

و لا داعي للكلام "لكبير"، فالشعب المغربي يقدم التضحيات، و سيقدم التضحيات، كما قدمها دائما، في كل اللحظات الحاسمة، أما كلام السياسيين، وليس الأحزاب، التي سطوْ عليها، فهو مجرد "روتيني اليومي"، يستعرض من خلاله البعض مهاراتهم في مسح الزجاج، حتى ولو كان زجاج جماعة العدل والإحسان، بمبرر أن المغاربة في مركب واحد.

لا يا سيدي، نحن لا نركب معهم نفس المركب، لنا مراكبنا ولهم مركبهم، ولن نرفع شعار حتى تمر المحنة، فالوقت وقت حساب.

و التضحيات يقدمها الذين في الصفوف الأمامية، يواجهون "الجائحة" وجها لوجه، بعيون مفتوحة، وقرار مسؤول، في المستشفيات لعلاج الحالات المصابة والمشكوك فيها، ويقفون في الطرقات لتطبيق حالة الطوارئ الصحية، وليس للتناظر عن بعد.

المغاربة لا يحتاجون، في هذه اللحظات العصيبة إلى من يُنظّر للأزمة، ويفتعل الحلول.

كنا ننتظر أن يعلن السياسيون عن مبادرات للانخراط في هذا المجهود، بعد أن رسم الملك محمد السادس خطة العمل، كنا ننتظر أن تصدر الأحزاب بيانات تدين فيها السلوكات الجشعة لتجار التعليم الخصوصي وهيئة الطبيبات والأطباء، وكل الذين انفتحت شهيتهم لأكل السحت، والتي تبرأت منها ( السلوكات) فئة قليلة من "أولاد الناس"، فأعفت الأباء من ثقل الواجبات الشهرية، أو أعلنت عن وضع  مصحاتها رهن إشارة وزارة الصحة، لكن للأسف لم نسمع لسياسينا حسا ولا همسا في هذه النقط بالذات.

و كان الأجدر أن يلزموا الصمت، ويخليونا ساكتين، عوض أن يطلعوا علينا في مسرحية رديئة من "روتني اليومي"، التي دأبت عدد من السيدات  أن تكسر بها رتابة الحياة المنزلية.

فربما انتقلت إليهم العدوى خلال فترة الحجر.

اللحظة، أكررها، لا تحتاج إلى تنظير أو مزايدة، بل  تحتاج إلى من يملك الكبدة على البلاد كما يقول المغاربة، وكما غنت الشيخة فاطنة بنت الحسين: " إل بكات العين را الكبدة مجروحة"، وإن الكثير من العيون لتبكي... التي رزئت في عزيز جراء الجائحة، أو فقدت الشغل الذي يوفر لها القوت اليومي...

صحيح أن المثل يقول: " العين تحتاج الدموع"، لكن الملك محمد السادس مسح دموع المغاربة بمقاربة شمولية، نجتهم من أن يصبحوا لقمة سائغة للأفواه المفتوحة لتجار الانتخابات.