قضايا

"بقا فدارك" علاج "كورونا" بسحر الإلتزام

عبد العزيز المنيعي

"بقا فدارك"... الجملة السحرية التي وحدت المغاربة في يوميات الحجر الصحي، وتداولها رواد الفيسبوك وتويتر وأنستغرام وواتساب وكل مواقع التواصل الاجتماعي المتاحة.
جملة سحرية ليست كعبارة تمت صياغتها من حروف التقت لتفيد امرا عابرا في يوميات عابرة، بل سحرية لأنها هي العلاج الوحيد الممكن في مواجهة فيروس لا يرحم من يستخف به، ولا يتأخر في "تلبية نداء" المتهورين ممن لا يلتزمون بما أقرته سلطات البلاد لحماية العباد.
جملة سحرية المفعول والنتيجة مضمونة بإذن الله، شرط الإتزام الحقيقي والقناعة بأنها الملاذ الوحيد امام المغاربة لتجاوز هذه المحنة بسلام.
يعزّ علينا أن نرى الامن الوطني والقوات المسلحة الملكية والاطر الطبية وكل العاملين في القطاع الصحي، يعيشون على وقع وتيرة متصاعدة من الضغط النفسي والعصبي، في جري حثيث لتأمين الحماية للمواطنين، وتأمين الشفاء للمصابين.
هؤلاء الذين يضحون بكل شيء، من اجل أن يتم الالتزام بحالة الطوارئ الصحية، ويغامرون بصحتهم وجهدهم وتركيزهم وأعصابهم، يغامرون بحضن أبنائهم الذي أبكى طبيبة في تصريح مباشر، كل هؤلاء يستحقون منا أن نحترم تضحياتهم وأن نلزم بيوتنا حتى مرور عاصفة الجائحة بسلام على مغرب السلام..
والذين لا يفهمون أو لا يريدون أن يفهوا أن "بقا فدارك" هي مفتاح العلاج، عليهم أن يتأملوا قليلا صور المرضى المصابين الذين استبد بهم الوباء، وضرب أجسامهم بقوة حتى صاروا عاجزين عن التنفس يترقبون الموت قبل الشفاء... تلك الصور القادمة من دول أخرى لجثث تملأ المشرحة، وأسرة همدت أرواح النائمين فوقها، وشوارع خلت إلا من ذكريات مضت، تلك عبرة للذي يستعصي عليه الفهم، ويظن أن مخالفة قرارات السلطات المغربية بطولة.
البطولة اليوم أن تحمي ظهر من هم في الصفوف الأمامية وأن لا تترك الفيروس يتسرب في غفلة منهم..
البطولة ان تهب لوطنك قليلا من التفهم وكثيرا من الالتزام في سبيل هزم عدو خفي يهاجم من قبلة ومن حضن ومن عطسة أو "كحبة"... عدو يعلم جيدا أن الإنسان هش وجسمه قابل للعطب..