سياسة واقتصاد

الصحراء المغربية.. المغرب أبدع في إدارة الزمن الاستراتيجي للملف

كفى بريس

 

أفاد مركز سياسات من أجل الجنوب الجديد أن المغرب أبدع في إدارة الزمن الاستراتيجي في ملف الصحراء المغربية، مستفيدا من مفهومي “كرونوس Chronos”، زمن الصبر والثبات، و “كايروس Kairos”، زمن الفرصة والحركة المدروسة، ما مكنه من تحقيق مكاسب دبلوماسية كبرى، بمجلس الأمن الدولي في 31 أكتوبر 2025.

وأوضح المركز في تقرير حديث، أن المغرب "استطاع الاستحواذ على زمام المبادرة في قضية الصحراء المغربية”.

وأبرز المركز أن المغرب “لم يقتصر على كسب الدعم الدولي، بل نجح أيضا في تحويل الوقت إلى أداة قوة، حيث جسد الصبر الطويل والإستمرارية في المواقف مع القدرة على اقتناص اللحظات المناسبة للتدخل”.

وأشار التقرير إلى أن “المغرب منذ المسيرة الخضراء عام 1975 حافظ على استراتيجية دبلوماسية ثابتة تقوم على تعزيز السيادة الوطنية وتنمية الأقاليم الجنوبية”، مما مكنه حسب الدراسة “من بناء مصداقية قوية على المستوى الدولي”.

وأوردت الورقة البحثية أن “هذه الاستراتيجية الزمنية أثمرت خلال عملية الكركرات في نوبر 2020، حيث أظهر المغرب قدرة فائقة على الموازنة بين الانتظار الصبور وجاهزية التحرك في اللحظة المناسبة، ما أعاد الشرعية والتوازن الإقليمي لصالحه”.

كما أفاد المركز بأن “الاعتراف الأمريكي في دجنبر 2020 بسيادة المغرب على الصحراء جاء نتيجة تخطيط دبلوماسي دقيق وفهم معمق للظرفية الدولية، حيث استغل المغرب هذه الفرصة لتثبيت موقعه عبر اتفاقيات اقتصادية وعسكرية”.

وساعد الاعتراف الأمريكي وفقَ الدراسة في “دعم جهود المغرب لإعادة التموضع الأوروبي بين 2022 و2024، إذ اعترفت إسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا بخطة الحكم الذاتي المغربية لعام 2007 كأساس جدي وواقعي لحل النزاع”.

وأوضح المركز أن “الاستراتيجية التي اعتمدها المغرب لم تكن مجرد رد فعل، بل تضمنت القدرة على تحييد الفرص التي قد يستغلها الخصوم، سواء على المستوى العسكري أو الدبلوماسي أو الإعلامي، مع توظيف خطاب الملك محمد السادس في اللحظة المناسبة لتعزيز صورة المغرب كفاعل مسؤول وموثوق”.

وأكد التقرير أن “القرار 2797 يعكس التكامل بين Chronos وKairos، أي التوازن بين الصبر الطويل والمُراكمة من جهة، والحساسية الدقيقة للفرص واللحظة المناسبة من جهة أخرى.

وبحسب المركز، فإن هذا التوازن “هو ما جعل الزمن نفسه يتحول إلى أداة استراتيجية للمغرب، من تعزيز الشرعية إلى تثبيت مصالحه على المدى الطويل”. معتبرا أن هذا النهج “يمثل درسا عالميا في استثمار الزمن لتحقيق المكاسب السياسية والدبلوماسية”.