السكتيوي وكما "تصنّع" عمدا هدوءاً مبالغا فيه وهو يتحدث عن مباراة يوم الغد، فإنه بالمقابل لن ينسى استباق فرضية الهزيمة والخروج المخيب من الدور الأول، عندما بالغ في الحديث عن "استقرار" (Stabilité) الفرق المنافسة في مجموعتنا وخاصة في ما يتعلق بالمنتخب السعودي "القوي" المؤهل لكأس العالم، بحسب السكتيوي، وانسجام عناصر فرقهم فيما بينهم، بعكس الفريق الوطني المغربي، أي أن المنتخب المغربي "غير مستقر"، ومن تمة فالهزيمة أو حتى الإقصاء المبكر، له مبرراته، وفق ما يلمح إليه السكتيوي!
قد نوافق طارق السكتيوي على كل ما قال، وهو على حق إلى حد بعيد، لكن "تبياع العجل" للمغاربة، منذ بدء التحضير لهذه البطولة العربية، والظهور بمظهر الفريق الذي يرعب الخصوم، من خلال المبالغة في فرض تعتيم مطبق غير مبرر على معسكر المنتخب الوطني، ورفض حتى نقل مبارياته الإعدادية على التلفزيون، والإيحاء بأن السكتيوي يحضر للمغاربة مفاجأة سعيدة.. كل هذا هو عكس كل ما يدعيه السكتيوي اليوم، من ضعف العناصر الوطنية وغياب الانسجام بينها، لأن هذا كان سيكون له ما يبرره، لو كانت للسكتيوي الشجاعة ليكشفه للمغاربة في حينه، وخلال التجمعات التدريبية والتصريح بذلك للصحافة لنقله إلى الرأي العام، على الأقل ليخلي مسؤوليته، وحتى لا يوهم الجماهير بوجود منتخب تنافسي، لكن عندما وضع نفسه اليوم في مأزق الحسابات الضيقة والآلة الحاسبة للتأهل، بدأ المدرب يعترف بأن ليس لنا منتخباً تنافسياً وإنْ بالتلميح لكن سيكون ذلك بالتصريح عندما سيكون الإقصاء الذي بات قاب قوسين أو أدنى...






