سياسة واقتصاد

إعلان نواكشوط يدعو إلى إقامة شراكة استراتيجية بين المغرب و موريتانيا

كفى بريس ( متابعة)

 ذكّر إعلان نواكشوط بالإمكانيات الهائلة التييتوفر عليها المغرب و موريتانيا في المجال الزراعي وتربية الماشية وفي مجالالأراضي الصالحة للزراعة وقطعان الماشية، والري وتعبئة وتحلية المياه، فضلا عنثراء تقاليدهما الفلاحية العريقة ومهارات رأس المال البشري العامل في القطاع،داعيا إلى إنجاز استثمارات ومشاريع مشتركة في قطاعات الزراعة وتربية الماشية بمايثمن إمكانياتهما ويرفع الإنتاجية من خلال اعتماد أساليب عصرية في الاستغلال،والاستعمال الأمثل والمستدام للمخصّبات الزراعية.

و شدد الإعلان في خلال  المنتدى البرلماني  الموريتاني - المغربي الذي انعقد يومي الجمعة والسبت 9 و 10 ماي بالعاصمة الموريتانية على ضرورة الاستغلال الأمثل والمستدام لهذهالثروات في إطار مشارعلى أهمية وتكوين المنتجين وتوحيد وتجميع جهودهم في إطار جمعياتإنتاج وتعاونيات، ويثمنان أدوار جمعيات المجتمع المدني والتعاونيات في تطويرالفلاحة التضامنية والمجالية، ويثمنان من جهة أخرى التوجه إلى توسيع أنشطة الفلاحةالبيولوجية/ العضوية، خاصة في ضوء ارتفاع الطلب الدولي عليها، وبالنظر إلى أنهاجزء من الثقافة الزراعية التي تميز المجتمعين الموريتاني والمغربي، مؤكدا علىأهمية تنظيم دورات تكوينية ومهام ميدانية يؤطرها خبراء من البلدين، في تملك التقنياتالفلاحية، والاستفادة من نتائج البحث من أجل التطوير R&Dمن أجل تطوير النسل والحفاظ على السلالاتالأصيلة من المواشي، وبالنظر لأهمية القطاع في الأمن الغذائي وفي زيادة القيمالتصديرية، يثمن الجانبان تبادل الخبرات في مجال البيطرة وخاصة في شق التكوين في التقنياتواستعمال الأدوية وحملات محاربة الأمراض والأوبئة التي تتعرض لها الماشية.

و ابرز الإعلان ان تتوفرالجمهورية الإسلامية الموريتانية والمملكة المغربية بفضل موقعهما الاستراتيجي علىالمحيط الأطلسي، على سواحل ومجال وعمق بحري غني بالموارد البحرية. وفضلا عما يوفرههذا الموقع من إمكانيات لإقامة تجهيزات مينائية ومواصلات بحرية استراتيجيةومهيكلة، والتي ستشكل، بربطهما بعمقهما في بلدان الساحل الإفريقي، رافعة واعدةللمبادلات القارية والدولية، فإن المجالين البحريين للبلدين يزخران بموارد سمكيةهائلة، داعيا  إلى الاستغلال الأمثلوالمستدام لهذه الثروات في إطار مشاريع مشتركة، ذات مردودية، قادرة على المنافسةالدولية، ومساهِمَة في ضمان الأمن الغذائي، وفي رفع الدخل من العملة الصعبة، وفيتوفير الشغل الكريم.

و أكد الاعلان على ان الموارد البشرية والمعارفوالمهارات تعتبر حاسمة ورافعة التقائية في مجمل المجالات والقطاعات التي شكلت محورمناقشات الدورة الأولى من المنتدى البرلماني الموريتاني – المغربي، مشددا علىالطابع المحوري للتكوين العالي والمهني والتكوين المستمر واستكمال تكوين التقنيينوالأطر العليا، في الشراكة والتعاون بين البلدين الشقيقين، داعيا  إلى استشراف مزيد من الفتح المتبادل للمعاهدومراكز التكوين والمدارس التي يتوفر عليها البلدان في القطاعات المذكورة أمامالمهنيين، بما يساهم في صقل المهارات ونقل المعارف والتكنولوجيا.

و اعتبر المنتدى أن تحويل التكنولوجياوالتقنيات والمهارات واستشراف برامج مشتركة للتكوين، واستكمال التكوين، والتكوينالمستمر آليات من شأنها ضمان مأسسة واستدامة التعاون والشراكة في مجال تكوين الأطروالتقنيين، مؤكدا على أهمية تبادل البعثات المهنية، وتنظيم دورات تكوينية ميدانيةتعزيزا للتأطير والتكوين الميداني.

و دعا المنتدى إلى تبادل الخبرات من خلال التكوين، في مجال التدبير والحكامةوبيئة الاستثمار والمساطر الإدارية ومواكبة المستثمرين والمبادرات الخاصة، و ذلكتيسيرا للتعاون في المجالات موضوع الدورة الأولى للمنتدى البرلمان الاقتصاديالمغربي، ولمجمل التعاون الاقتصادي الثنائي، كما دعا   إلى تسهيل التنقل المنتظم والنظامي للأشخاصونقل البضائع

و أعرب الإعلان عن قناع الجانبان  بنجاعة وصدقية التعاون بين البلدين الشقيقين،ويؤكدان ثقتهما في الإمكانيات التي يتوفران عليها ليصبحا مركز إنتاج وتسويق فياتجاه عمقهما الإفريقي وجوارهما الأوربي وأفقهما الأطلسي المفتوح على الأمريكيتين.وبناءً عليه، يؤكد الجانبان ثقتهما في إمكانية تحويل المنطقة إلى فضاء ازدهارورخاء مشترك وتواصل، بما يجسد بالملموس روابط الدم والأخوة وحسن الجوار بينالشعبين الشقيقين، بقيادة قائدي البلدين الملك محمد السادس و الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.

و في هذا السياق قرر الجانبان تشكيل آلية لتتبعوتنفيذ وتقييم ما تم الاتفاق بشأنه من مقترحات ومخرجات.

يشار الى أن انعقاد المنتدى جاء تفعيلا لمضامينمذكرة التفاهم الموقعة في انواكشوط بتاريخ 18 يوليو 2022 بين الجمعية الوطنيةبالجمهورية الإسلامية الموريتانية ومجلس النواب بالمملكة المغربية، و انعقد بدعوةمن محمد بمب مكت رئيس الجمعية الوطنية بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، يومي 9و10 مايو 2025 بالعاصمة الموريتانية انواكشوط، في دورته الأولى تحت رئاسة رئيسيالمؤسستين التشريعيتين، السيدين محمد بمب مكت وراشيد الطالبي العلمي، ومشاركةوزراء من حكومتي البلدين ورؤساء وممثلين لمختلف مكونات الجمعية الوطنيةالموريتانية ومجلس النواب المغربي، وممثلين للقطاع الخاص وخبراء من البلدين.