وقال كورزل في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش الدورة الحادية والعشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، إن هذه التظاهرة التي باتت واحدة من المهرجانات العالمية المرموقة، تفتح آفاق واعدة جدا للتطور لهؤلاء الفنانين.
وأضاف كورزل الذي تم عرض فيلمه “الأمر” في افتتاح هذه الدورة من المهرجان إن هذه التظاهرة تمنح للمخرجين الذين أنجزوا أفلاهم الأولى أو الثانية ثقة أكبر في إمكانياتهم وقدرتهم على عرض أفلاهم على العالم.
وقال “يبدو الأمر كما لو أنه (المهرجان) يمنحهم ذلك الشعور بالانتماء إلى ما يمكن وصفه ب”قبيلة” السينمائيين، ويباشرون ارتباطهم بها بشكل أكبر، وهذا أمر مهم جدا. إن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يعد بمثابة “مدافع حقيقي” عن السينما التي تعد اليوم في حاجة إلى جميع أصدقائها والمدافعين عنها.
وأكد كورزل الذي سبق وفاز بجائزة لجنة تحكيم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش سنة 2011، وشغل عضوية لجنة تحكيمها سنة 2022، أن المهرجان يكتسي أهمية كبرى ليس فقط لأهمية المنطقة والأصوات التي تقصدها، وإنما أيضا لأنها إحدى المواقع النادرة التي ما زالت تحتفي فعلا بالسينما.
وفي معرض جوابه عن سؤال حول النصائح التي يقدمها للسينمائيين الشباب، قال المخرج الأسترالي إنه يتعين على المرء، ببساطة، أن ينصت لصوته الخاص وأن يكون فريدا وأصيلا قدر الإمكان”، مبرزا في الوقت ذاته أن “السينما عمل جماعي، لذلك من الضروري أن يحيط المرء نفسه بأشخاص موهوبين منفتحين على أفكار الآخرين، على اعتبار أن كل عضو في الفريق، من كاتب السيناريو إلى المخرج يمكن أن يمنح أفقا قيما للعمل”.
وبخصوص فيلمه “الأمر”، يضيف كورزل، فهو يركز على مواضيع مثل السلطة والفساد. ففي هذا العمل، تواجه الشخصيات خيارات صعبة، غالبا ما تمليها المصالح الشخصية أو السياسية.
وأبرز أن الفيلم يطرح أيضا تساؤلات حول العلاقة بين الفرد والمؤسسات وديناميات السلطة وعواقب هذه القضايا على المستويين الشخصي والعالمي من خلال حبكة الفيلم المعقدة، التي تستكشف مهمة سرية في سياق سياسي”.
وأشار إلى أن الفيلم يدعو إلى التفكير في أهمية النزاهة والحقيقة في عالم سياسي “حيث لا يكون كل شيء كما يبدو في الظاهر”، مضيفا أنه من خلال عرض شخصيات تواجه خيارات صعبة ومعضلات أخلاقية، تم تسليط الضوء على صعوبة أن يحافظ المرء على رؤيته ومبادئه الخاصة في مواجهة قوى الفساد والتلاعب.
كما يشكل الفيلم تأملا في طبيعة السلطة وكيفية تشكل لأفعالنا وقراراتنا، ويسلط الضوء في الوقت نفسه على ضرورة البقاء متيقظين ضد أولئك الذين يتلاعبون بالأنظمة لفائدة مصلحتهم الخاصة.