هذه البطاقة البريدية (carte postale)، أرسلت يوم 14 أبريل سنة 1936 من تنغير وهي تبرز مركز البلدة إبان الاستعمار الفرنسي.
الصورة تظهر بناية بيضاء وهي في الأصل محطة شركة النقل الطرقي CTM.
ما هو مثير في الصورة هو منظر الحديقة التي تم إنشاء جزءها الأول في تلك الحقبة الاستعمارية بمقربة من "مكتب الشؤون الأهلية" وبمساحة كبيرة وسميت "جنان السبيل"، كي تتحول لنواة ما سيصبح لاحقا مركز المدينة.
هذا الجزء الأول من الحديقة سيتعزز لاحقا بجزء ثاني في الجهة المقابلة للطريق الرئيسية أمام بناية الستيام.
أما الجزء الثاني من الحديقة فسيتم تزيينه، في ستينيات القرن الماضي، بمنحوثات ومجسمات أعدها فنان يوناني شهير بعدما تم ربط الحديقة بشبكة الماء والكهرباء وبني في وسطها حوض للأسماك مختلفة الأشكال والألوان. كما استقرت طيور متنوعة وجميلة فوق أشجار الحديقة التي اتخذتها مسكنا لها.
لعقود عديدة، ظلت هذه الحديقة الجميلة مكانا مفضلا للنزهة لدى أهالي البلدة وخاصة ساكنة الدواوير المجاورة الذين يرتادونهم خلال أيام السوق الأسبوعي أو لقضاء أغراض إدارية أو خدماتية وأثناء حفلات الأعياد الدينية والوطنية.
سنوات بعد ذلك، سيبدأ الجزء الأول من الحديقة من الاختفاء تدريجيا بعد أن إكتسحته البنايات الإدارية والخدماتية، تم التجارية فالسكنية..
نفس الشيء سيلحق بدوره بالجزء الثاني من الحديقة بعدما قرر المجلس الجماعي لتنغير في تسعينيات القرن الماضي تحطيم تلك المنحوثات الفنية التي كانت تزينها وكذا بثر جزء من مساحتها لتحويلها لمحطة الطاكسيات، وجزء أخر تم تفويته لأحد الخواص الذي بنى فيه مقهى.
منذ بضع سنوات، قرر المجلس الجماعي لتنغير قطع أشجار الحديقة التي تم غرسها في عهد الاستعمار، وتبعه بعض من نقل عن المجلس الجماعي فعله هذا فبدؤوا في اقتلاع الأشجار المحادية للحديقة. بعد بضعة أشهر فقط عن ذلك، رحلت الطيور عن الحديقة التي تحولت اليوم لوكر لإيواء المشردين، فامتلأ محيطها بالأزبال والقاذورات والكلاب الضالة..
