قضايا

استهداف لقجع هدية مجانية للأعداء...

محمد الروحلي: (بيان اليوم 13 مارس 2023)

  في أوج الصراع الذي لم يعد خافيا  على أحد، تخوضه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، منذ مدة ليست بقصيرة، ضد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بقيادة الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي، رفضا لقرارات مجحفة، يسعى هذا الجهاز القاري لفرضها على المغرب..حدث ما لم يكن ابدا في الحسبان...

      وطبيعي أن تواصل أوساط جزائرية من مختلف الأطراف، حملتها الممنهجة ضد فوزي لقجع، الشخص الذي أصبحت ترى فيه عدوها اللذوذ، إلى درجة يسود الاعتقاد هناك، أن كرة القدم قائمة بالجارة الشرقية، لا يمكن ان تقوم لها قائمة، مادام  هذا المواطن المغربي متواجدا بقوة، حاضرا باستماثة، لا يكل ولا يمل، دفاعا عن مصالح وقضايا بلاده، انتصارا للعدالة الكروية، وتقديرا لمبدا تكافؤ الفرص بين مختلف دول القارة السمراء، وضد الفساد المستشري، داخل شرايين أكبر جهاز رياضي داخل إفريقيا.
     وجاءت القرارات التي اتخذتها ما يسمى ب"لجنة الانضباط"، على خلفية الأحداث المؤسفة التي شهدها تنظيم كأس إفريقيا للاعبين المحليين، بنسختها الجزائرية، وما تبعها من احتجاج صارم،  تقدمت به الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، دفاعا عن حق المغرب، ورفضا لكل القرارات المهادنة، لتكشف حقيقة المؤامرة التي يتعرض لها المغرب.
      فموقف المغرب وضع الجميع أمام مسؤولياته، إما احترام القانون والحرص على تطبيقه، بدون مجاملة أو انتقائية، حفاظا على تماسك أسرة كرة القدم الإفريقية، بعيدا عن أية محاولة للتستر، على ما حدث ويحدث من تجاوزات، او التمادي في العبث، والزيادة من درجة الاحتقان، مما قد يفجر "الكاف" من الداخل، ويعرض أسرة كرة القدم الإفريقية بالكامل، للتفرقة والتشردم والتشتيت...
    في هذا الوقت بالذات، خرجت حملة فئوية تبدو ممنهجة داخليا، تستهدف بالأساس رأس لقجع، متهمة إياه بالفساد ومحاربة ناديا معينا، ومجاملة فرق على حساب أخرى، وأصحاب هذه الحملة يصفون أنفسهم بمحبي واحد من الأندية الوطنية، يحظى بدرجة احترام وتقدير كبيرين، كما يتمتع بقاعدة جماهيرية عريضة.
    ما يؤسف له حقا، أن هذه الحملة غير المقبولة تماما، تمنح هدية ثمينة للأعداء المتربصين بالمغرب وقضاياه ورجالاته، أعداء فشلوا من النيل من مغربي وطني صادق، أذاقهم العلقم، ونسف بوجوده المؤثر معاقل الفساد داخل كرة القدم الإفريقية.
    فوزي لقجع تحول في ظرف سنوات معدودة الى رمز للتغيير، وقائد مخطط الإصلاح، حظي بدعم ومساندة من أصدقاء المغرب، وكل من يرغب في تجفيف منابع الفساد المتعشعش، بدواليب (الكاف)، بنى مشروعه القاري والدولي، انطلاقا من منجزات داخلية، خلقت نهضة كروية غير مسبوقة على أكثر من صعيد، وأكثر من مستوى.
     لن ندخل هنا في سرد كل المنجزات التي تحققت خلال السنوات الأخيرة، ومدى استفادت كل مكونات كرة القدم الوطنية، من منتخبات وعصب وأندية، بدون استثناء، فالحصيلة تتحدث عن نفسها، وبالادلة الملموسة والحجج الدامغة، وبالتالي، فإن استهداف لقجع داخليا من طرف أوساط معينة، يطرح الكثير من علامات استفهام حول أسبابها، توقيتها ومراميها، ومن يحركها؟ وهل لها امتدادات خارجية؟ والأكثر من ذلك، هل لها ارتباط وثيق بالتحقيقات القضائية، بخصوص فضيحة تذاكر  مباريات الفريق الوطني، خلال مونديال قطر 2022 ؟...
     يمكن أن تكون هناك خلافات في وجهات النظر ، أو حتى ارتكاب أخطاء، وما يمكن أن يترتب عن ذلك من سوء فهم، أو تجاوزات، كل شىء قابل للنقاش والمعالجة، والبحث في أسبابها ومسبباتها، لكن أن يتم تصريف أي خلاف، في هذا الوقت بالذات، عن طريق شن حملة ممنهجة، واستهادف شخص لقجع ومكانته وشخصه، بهذا الشكل المكثف والمؤسف حقا، فهذا غير المقبول نهائيا، بل مرفوض جملة وتفصيلا.
   إن ما يتعرض له لقجع حاليا، يتطلب منا جميعا الكثير من الدعم القوي، والمساندة المعلنة، حفاظا على تماسكنا الداخلي، ورفضا للحسابات الضيقة، ورفضا أيضا لتقديم هدايا مجانية للاعداء الحقيقيين...
    لقجع قدم الكثير لكرة القدم الوطنية، يقود باقتدار وتفان المنظومة ككل، بكفاءة عالية، حقق في ظرف سنوات معدودة، ما كان يعتبر حلما صعب المنال، ومن العيب والعار، أن تتم مهاجمته، بهذا الشكل المرفوض، وغير المستساغ نهائيا...
    والأكيد أن لسان حال لقجع يقول، وهو يتابع تفاصيل هذه الحملة المؤسفة: «اللهم اكفني شرّ أصدقائي.. أمّا أعدائي فأنا كفيل بهم...».
بيان اليوم 13 مارس 2023