قضايا

رسالة صادقة من أستاذ بكندا إلى المسؤولين عن وضع السياسات العمومية ببلادنا

عبد الله شفعاوي

أنا عبدالله شفعاوي، أشتغل أستاذا جامعيا بأوطاوا عاصمة كندا ،بعدما أعطيت دروسا في مكتب التكوين المهني والشغل ببرشيد بعد المغادرة الطوعية من الإذاعة والتلفزة المغربية بالرباط كمهندس رئيسي ، في المواصلات السلكية و الاسلكية، التي قضيت فيها ما يقرب عن ثلاثين سنة.

درست مرحلة الكتاب القرآني في جماعة اولاد بوعلي نواجة ،والتعليم الابتدائي بالبروج و التعليم الثانوي بسطات و قصبة تادلة، وبعد حصولي على الباكلوريا التقنية بثانوية الخوارزمي بالدار البيضاء، التحقت بالمعهد الوطني للبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية الذي حصلت فيه على دبلوم مهندس والذي مكنني بنيل دكتوراه تخصص الإشارات بجامعة أوطاوا بكندا..

وكل هذا بفضل تعلمي بالمدرسة العمومية وهو مكسبي الوحيد في هذا الوطن المغرب ...

فإذا أردتم أن ترفعوا أيديكم على التعليم العمومي فارفعوها عن بيع البلد بدراهم رمزية...

إذا أردتم أن تطبقوا التقشف طبقوه عليكم وعلى رواتبكم وعلى تقاعدكم ونهاية خدماتكم وسفرياتكم ودراسة أبنائكم واشفائكم وسياحتكم واقتناء أفخم السيارات لكم ولعائلاتكم...

لا ترفعوا أيديكم عن المدرسة العمومية والجامعة العمومية التي يدرس فيها أبناء المعلم الذي علمكم ، وأبناء الشرطي الذي يوفر أمنكم ،وأبناء الجندي الذي يحمي ثغوركم ، وأبناء الفلاح الذي يوفر قوت يومكم ،وأبناء العامل الذي يشتغل في معاملكم ومناجمكم وضيعاتكم ، وأبناء الخادمة التي تنظف بيوتكم،وأبناء الفقراء الذين جازفوا بأرواحهم وعائلاتهم وأعمالهم وممتلكاتهم ليسترجعوا ما سلب من هذه الارض الطيبة.

فهؤلاء وغيرهم هم الوطن وهم الشعب وهم من يجب العودة إليهم قبل وضع الخيط في الإبرة التي أرى أنكم تعدونها لوضع آخر.. (غرزة) في كفن هذا الوطن.

عودوا إلى رشدكم وتذكروا أنكم من سواد هذا الشعب ومنه وبفضله صرتم إلى ما صرتم عليه.

فليحيا الوطن المغبون !!؟