رأي

عبد العزيز الرماني: جنود الأنترنيت...

مسيرة “حب الملك” التي أعلن عنها مجموعة من شباب الفايسبوك في المغرب تقديرا وتكريما لملكهم، ليست الأولى من نوعها في هذا البلد الذي ينعم بشباب يواكب التطورات التكنولوجية بكفاءة عليا. فقد سبق للشباب الإلكتروني المغربي أن دخل في معركة قوية مع مواقع إعلامية جزائرية مدسوسة ومحسوبة على النظام العسكري،وقد تمكن الشباب المغاربة من إحباط عدة محاولات للتسلل عبر الأنترنيت تختلقها قوى معادية من البلد الجار ومعها جهات مناوئة تعيش على حساب المحاصرين في تندوف.

ويوم أرادت بعض الصحف الجزائرية أن تغطي على ضعف الأداء الاقتصادي الجزائريبالدخول في مواجهة كلامية جديدة، وبشن حملات تبتعد كل البعد عن مضمون التقارير الدولية وتوصياتها، لم تكن تتوقع أنها ستجد في مواجهتها مواطنين يقظين ومسلحين بالوطنية للتصدي لها بالحجة والدليل . ويوم اغتاظت جريدة “المغرب” الاقتصادية الجزائرية التي تصدر بالفرنسية لحصولالجزائر على مرتبة متأخرة في تقرير “إيرا 2010” الاقتصادي الذي صنف المغرب في مقدمة دول شمال إفريقيا التي حصلت على معدل جيد للنمو فكتبت تتحدث عن الجزائر “خاصة أن جارتها المغرب توجد في الصدارة” ،تسرب لموقعها جنود إلكترونيون مغاربة ليطلبوا من صحفيي النظام الجزائريمعالجة وتطهير قلوبهم بالإيمان والإخاء والحب “وما يكون باس”. يومها حاولت يومية الفجر المعروفة بعدائها للمغرب توجيه الأنظار نحو موضوع آخر يتعلق بقضية الصحراء، قالت فيه :” ففي الوقت الذي تترجى المغرب فتح الحدود والعودة إلى وضع ما قبل 1994، بعد تداعيات الأزمة العالمية التي ضربت الاقتصاد المغربي، تستغل كل فرص وجودها بالمحافل الدولية لتشويه صورة الجزائر”. 

و هذه الصحيفة تريد أن توحي لقرائها أن المغرب إنما يستنجد بالجزائر ليحمي اقتصاده من “الويل” الذي لحق به إثر الأزمة الاقتصادية،،هكذا إذن،دون الشعور بالحشمة والخجل،، وصحفيوها يعلمون علم اليقين أن المغرب الذي احتل المرتبة الأولى في معدل النمو المذكور، ليس هو من اكتشف 106 حقلا للنفط والغاز في الفترة من 2000 إلى 2008 ،،وليس هو من حقق في نفس الفترة حوالي 400 مليار دولار كعائدات من مدا خيل النفط؟ وليس المغرب من يبيع يوميا مليون منصف برميل من النفط و150 مليار لتر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا؟، وليس هو من حقق فائضا كبيرا في ظرف ثلاثة أشهر من ارتفاع أثمنة البترول سنة 2008 بما يقدر ب 25 مليار دولار؟ لقد كان الأجدر بهذه الجريدة أن تتساءل أين استثمرت هذه الأموال؟ ولماذا لم تنقذ الجزائر أبناءها الفارين عبر قوارب الموت من بلد البترول والغاز؟ إن المغرب رغم صعوبة الظرفية الاقتصادية العالمية وغلاء المنتوجات والبترول والغاز يحرص على تقوية بنياته التحتية والتواصلية لتكون نموذجية على مستوى القارة وليس فقط شمال إفريقيا،، ويحرص على دعم شبابه بكل ما استطاع من برامج تنموية لتقوية مداخيلهم وضمان وضع مناسب لمستقبلهم،، وهو نفسه المغرب الذي أنجب أبناء يواجهون كل متطاول عبر الأنترنيت أو غيره من وسائط الاتصال. 

ولهذه الصحف وغيرها أن تتحرى هل المغرب يؤدي لشباب الأنترنيت تعويضات مالية مقابل هذه اليقظة المستمرة والحراسة الدائمة،، وسيكتشفون أن الأمر يتعلق بشباب موجود في كل بقعة من هذا الوطن، حريص على حماية وطنه بما استطاع من معرفة وإمكانيات، لايريد في ذلك جزاء ولا شكورا غير حب الوطن وضمان استقراره.